“يا قلب لا تجالس إلا الذين يفهمونكَ ويعرفون حقيقتكَ، يا قلب لا تجلس إلا تحت الشّجرة المزهرة”، مقولة الرّومي، تلك قد تصلح لكل زمانٍ ومكانٍ، وليس النهي موجه للقلب وحسب، بل للفكر أيضاً، فيكون النداء نداء العقل لإيقاظ الضمير بعين الصحوة، وأن ندرك قيمة المكان الذي نحن فيه، والأشخاص أيضا لنكون أكثر عطاء وتسامحاً في روضة الحياة الغنّاء.
إن هذا الأمر يحتاج نفوساً عظيمة تؤمن أنها كانت بذرة خير ترعرت فأنبتت نباتاً حسناً، وما دفعني للعودة إلى فكر الرّومي، أننا في هذه الأيام نعيش حالة نحتاج فيها إلى الهدوء والنقاء والصدق مع أنفسنا ومع آخرين، ولاسيما حين نؤمن بثقافة الاعتراف أنّ الإنسان خطّاء لا محالة مهما علا شأنه.
فلماذا لا تصيبنا عدوى الحبّ كالتثاؤب فتظهر على ملامحنا؟، وهل تصلح دنيانا- إذا لم تشع سريرتنا بالمحبّة والثقة؟ استحضر قول جبران في الحبّ الذي أدعوكم إليه “الثّقة أسمى مراتب الحبّ، أن تثق بشخص يعني أن تعطيه بلا تردد مفاتيح قلبك”.
#صحيفة_الثورة