“Reuters”: سوريا الجديدة تحافظ على تراثها وفنونها  

الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
في ليلة شتوية في دمشق تجمع مئات الأشخاص في ساحة بالمدينة القديمة وهم يرقصون ويغنون خلال أمسية موسيقية بهيجة، وهو حفل موسيقي أقيم بموافقة السلطات السورية الجديدة.
كان هذا المشهد من النوع الذي يخشى المطرب محمود الحداد أن يكون في خطر مع تقدم المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام في كانون الأول، وقال الحداد: “كان الجميع خائفين، هل سنكون قادرين على إقامة حفل موسيقي أم لا؟”.

ولكن في سوريا، وبعد فترة انقطاع قصيرة بعد سقوط الأسد، عادت الحياة الثقافية في دمشق إلى الحياة، في الوقت الحالي، بإشارة من السلطات الجديدة.
قبل استئناف حفلاته في كانون الثاني في مطعم بيت جبري، استفسر حداد أولاً من السلطات الجديدة، “كانت الإجابة مفاجئة لنا، يمكنك إقامة حفلتك الموسيقية، وإذا كنت تريد الحماية، فسنرسل لك الحماية”.
وقال أنس زيدان، المسؤول في الإدارة المؤقتة المسؤولة عن المتاحف والآثار، لرويترز: إن الحكومة ترحب “بكل أنواع وأشكال الفنون” وتشجع الحفاظ على التراث الثقافي.
وأضاف “الحكومة ليست ضد الفن، بل تشجعه، والفن جزء من الإنسانية”.
في الشهر الماضي، أعيد افتتاح معرض لفنان بارز في المتحف الوطني، بما في ذلك لوحة كبيرة تصور الجلد العاري، وفي المعهد العالي للفنون المسرحية، استأنف طلاب الرقص المعاصر التدريب، كما قدمت الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية أول عرض لها منذ سقوط الأسد.
وشدد أحمد الشرع، الذي أعلن رئيساً مؤقتاً لسوريا في كانون الثاني، على رسالة الشمولية وسعى للحصول على اعتراف الحكومات الغربية والعربية، التي قد تشعر بالقلق من أي انزلاق نحو التطرف.

وقال أندرو هاموند، المحاضر البارز في الدراسات الإسلامية في الجامعة الوطنية الأسترالية: إن هذا النهج يشير إلى أن السلطات مستعدة لتحدي التيار المتشدد الذي ينظر إلى الفنون باعتبارها مضيعة لوقت المؤمن وتغذي السلوكيات غير السليمة، وقد تصبح نقطة خلاف.
وأضاف أن سياسة الجماعة الحاكمة تعكس أيضاً تحولاً أيديولوجياً نحو شكل أكثر اعتدالاً من الإسلام السياسي القائم على القومية السورية.
قالت الفنانة السورية سارة شمة: إن بعض الفنانين كانوا قلقين من أن الحريات الإبداعية قد تتعرض للكبح مع تغيير الحكومة، وأضافت لرويترز “كانوا يعتقدون أن بعض الناس قد لا يقبلون المنحوتات أو الأعمال التصويرية” في إشارة إلى الفن القائم على أشياء حقيقية مثل البشر والحيوانات، ولكن لم يحدث شيء من هذا، مضيفة أنها متفائلة بشأن المستقبل.
وقال مصطفى علي، النحات البارز: إن مخاوف الفنانين الأولية بشأن الحكومة الجديدة قد تراجعت، وتشمل الأعمال المعروضة في مرسمه في المدينة القديمة حصاناً بالحجم الطبيعي منحوتاً من المعدن وتمثالًا نصفياً مهيباً منحوتاً من الخشب. وأوضح علي كيف يميل الفن الإسلامي عموماً  إلى الأشكال المجردة مثل الزخارف الهندسية، لكنه أشار أيضاً إلى أن الفن التصويري استمر طوال المراحل الرئيسية في التاريخ الإسلامي، مثل الخلافة الأموية، التي حكمت الإمبراطورية الإسلامية من دمشق من عام 661 إلى عام 750.
المصدر- Reuters

آخر الأخبار
العيد قيمة روحية وإنسانية شكوى طبيبة في حلب تُقابل بتحقيق مسؤول واستجابة فورية حلب.. توثيق العلاقات بين المدن السورية واليونانية تعنيف طفل على يد قريب في حماة يفتح ملف العنف الأسري الداخلية السورية تُنظّم زيارات للموقوفين وتُخفف معاناة الأسر مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم