الثورة – هفاف ميهوب:
منذ سنواتٍ طويلة ونحن نلاحظ أن الدراما السورية في رمضان، لم تعد تقدّم سوى النادر من الأعمال الكوميدية، ليس ذلك فحسب، بل لاحظنا أيضاً تلاشي قدرة هذه الأعمال على إضحاك المشاهد الذي كنّا نراهُ سابقاً لا يكتفي بمتابعتها في الشهر الفضيل فقط، بل يعيد تكرار متابعته لها، كلّما شعر أن عليه إنعاش روحه بالممتعِ والكوميدي، وإشغال وقته بالمضحكِ والمُسلّي.
وربما يوافقني الكثير من المتابعين أن مسلسلات مثل “أبو جانتي، ضيعة ضايعة، خربة”، كانت آخر هذه الأعمال، وكُثرٌ جداً من عشّاق الكوميديا، ما زالوا يتابعونها حتى وقتنا هذا، لأنها أعمال تجعل الضحكة تخرج من القلب، فلا نملُّ من مشاهدتها، حتى أن رغبة وفرحة أولادنا بمشاهدتهما بشكلٍ دائم، لا تختلف عن رغبتنا وفرحتنا بذلك.
نسأل هنا: لماذا لم نعد نضحك؟! ولماذا أصبحنا نشعر أن مثل هذه الأعمال باتت شبه معدومة، وأنها أيضاً، بحاجة لضخّ دماءٍ جديدة وتقديمِ وجوهٍ معبّرة ومُقنعة، لا تؤدي دورها بطريقةٍ نشعرها جامدة ومصطنعة، أو مجبورة ومكلومة.
لماذا لم نعد نضحك، خاصة في الموسمِ الرمضاني الذي اعتدنا على انتظاره، لمتابعة ما يدغدغ أرواحنا فعلاً، كما كان قبلاً؟.. لماذا لم نعد ننتظر من يُضحكنا ولو بحركاته؟ ومن يؤدّي ببراعةٍ حتى ولو لم ينطق لطالما، يحاكي رغبتنا بإحساسه؟.
لم نعد نضحك، فهل نضحك هذا العام؟، ننتظر ما سيقدمه لنا “ما اختلفنا” في جزئه الثاني، وهو كوميديا ناقدة وساخرة، أم سوداء قاهرة، أم غائرة وغير ظاهرة؟. وننتظر أيضاً “نسمات أيلول”، ونتمنى أن تجمعنا بابتساماتٍ حقيقية، لا أن تفرّقنا فتكون حلقاتها، منفصلة عنّا وغير كوميدية.