تدعونا الأيام المباركة للعودة إلى فطرتنا المجبولة على الخير والعطاء، لتطهير أرواحنا من شوائب التفكير والقلق وإيقاظ الوعي لدينا، إنها علامات محبّة إلهيّة نستنبط من خلالها طمأنينة كنّا نعيشها ونحن صغاراً حين “كنّا أطفالاً نرتعِب إنْ رأينا حذاءً مقلُوبة جهة السَّماء، فَنركض لنُسوّيها.. وكنَّا إذا رأينا قطعةَ خبزٍ مُلقاة على الأرض، نركُض ونحمِلها لمكانٍ عالٍ، ونُرسل قُبلةَ اعتذارٍ إلى الله.. أيَّة أرواحٍ بريئة طاهرة خسِرناها في الطَّريق؟!”.
لعلّ مقولة جبران تلك تعيدنا إلى مروج البراءة واللهفة الأولى والذنب الأول، لماذا لم نعد نخاف هل قست قلوبنا!، وتاهت عقولنا عن دليلها الجوهري؟، جذبتنا شهوات الدنيا وأغرقتنا بالملذات الدنيويّة، وكيف لنا أن نكون بريئين مما نحن فيه الآن، ونحن نرتكب المعاصي والآثام تجاه بعضنا البعض، نقتل ونغتاب ونلوك العرض وننمّ ونأكل لحم بعضنا باشتهاء.
كل تلك الموبقات لا يمكن لها أن تستمر ونحن أصحّاء العقول، فهي ككتلة النار الملتهبة تتدحرج لتحرق كل ما قابلته من جمال فينا، دعونا نطفئ نار الغيظ بدموع الندم ونعترف أننا مقصّرون تجاه أنفسنا لأننا بكل اختلافنا وخِلافنا لم نختر لأنفسنا إلا معاملتنا الحسنة وأخلاقنا التي تربيّنا على أساس البر والتقوى وحب الآخر.
فلنغفر ونسامح ونتغافل، لنبقى أصحّاء القلوب والأبدان، ونذكر أنه في هذه الأيام الفضيلة التي نعيشها و”خارج كل هذا الصواب والخطأ المحاط بنا، يوجد فناء ليس فيه سوى الحبّ، لنلتقي هناك” فرفقاً بالقلوب.
#صحيفة_الثورة