الثورة – وعد ديب:
عادة اجتماعية موروثة من مئات السنين، تعتبر من أجمل العادات التي تميز المجتمع السوري عن غيره، والتي تترجم المحبة والتعاضد والإخوة والمشاركة، وسمة العائلة السورية الواحدة المتماسكة في جميع الظروف، وخصوصاً في شهر الرحمة والكرم والبركة شهر رمضان المبارك.. إنها “السكبة”.
فمن خلالها يتم سكب أنواع الأطعمة المطبوخة في صحون وتوزيعها بين الأهل والجيران قبل الإفطار، وهذه السكبة أي الصحن الذي يدور وتتداوله العائلات فيما بينها يعتبر غنى وتنوعاً للمائدة الرمضانية اليومية، حتى عند الأسر الفقيرة والبسيطة ذات الدخل المعدوم أو القليل. التعفف عن الطلب
الباحثة في القضايا التنموية والاجتماعية الدكتورة سلوى شعبان شعبان وفي حديث خاص لصحيفة الثورة قالت: إن تبادل الصحون والأطعمة وسط هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيش هو عملية تحد لهذه الظروف وتثبيت للمودة ونشر للمحبة وتمسك بصلة الأرحام وتوكيد للرحمة والرأفة ببعضنا البعض إضافة لكسر حاجز الخجل والتعفف عن الطلب عند الأسر التي تعاني القلة دون طلب أو شكوى.
موروث أخلاقي
متابعة: وقد ضربت أمثالا وقصصا وحكايا فيها من الطرفة ما يبهج القلب، إذ إن بعض الصحون تدور من بيت لآخر، وبالصدفة قد تعود للبيت الذي خرجت منه ضمن الحي الواحد.. فكم هو جميل أن نتمسك ونتابع تلك العادة ضمن موروثنا الأخلاقي والديني والاجتماعي لنضمن استمرارية هذه الأخلاق والعادات الرحيمة.
تعويض والتزام
الدكتورة شعبان اعتبرت “السكبة” من وجهة نظرها كباحثة في القضايا الاجتماعية، هي تعويض والتزام تجاه بعضنا البعض عما كنا نقوم به من دعوة الأهل والجيران والأصدقاء لمائدة الإفطار المعتادة، بسبب ما ذكرنا من ظروف مادية صعبة أجبرتنا على التقنين والتخفيف بالمصروف والاقتصاد بكل شيء.
أيادي التواصل
ولفتت إلى أنه لعلنا وضمن هذه الأيام العزيزة والغالية والمباركة أن نتذكر دور العجزة ودور الأيتام وبيوت الفقراء والمحتاجين والمرضى في المستشفيات، وأن نمد أيادي التواصل والإخوة بيننا ليكون الجزاء أعظم والثواب أكبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”.
فهدفنا السامي المحافظة على ديننا الحنيف وعباداتنا النبيلة وأخلاقنا الرحيمة.. وكل عام والجميع بألف خير.. رمضان كريم حقاً.. كريم بكل معاني الكرم والرحمة.
#صحيفة_الثورة