الثورة – حسين صقر:
يحكى أن أحد شيوخ العشائر توفي، وأرادت العشيرة تنصيب شیخ جديد، وطرحوا أسماء خمسة من أبناء العشيرة للمشيخة لأن ابن الشيخ صغير، وذهبوا لأحد الحكماء لاختيار أحدهم، وتركوا ابن الشيخ مع خيولهم خارجاً.وبعد ما سمع القاضي كلامهم، صب لكل واحد منهم فنجان قهوة، وقال لهم: أريد من كل واحد منكم أن يعيد الفنجان فارغاً، شرط ألا تشربوا القهوة وألا تسكبوها!.. احتار الرجال ونظر بعضهم لبعض، ولما رآهم القاضي محتارين قال لهم: شيخكم الميت عنده أولاد؟ قالوا له: نعم، لكنه صغير بالعمر وأحضرناه معنا، وتركناه في الخارج، فطلبه القاضي وأعطاه فنجان القهوة، وقال له: أريد منك أن تعيد الفنجان فارغاً شرط ألا تشرب القهوة وألا تسكبها!.وضع الولد طرف “الشماغ” غطاء رأسه، بالفنجان إلى أن امتص القهوة كاملة، وقال للقاضي: فنجانك فارغ وقهوتك على رأسي.قال له القاضي: ما المكسب، ورأس المال والخسارة؟ قال الولد المكسب أن تكون أحسن من أبيك، ورأس المال تكون مثل أبيك، أما الخسارة أن تكون أردى منه.قال له القاضي: ما أول أمس، وأمس، واليوم؟.قال الولد: أول أمس هو جدي، وأمس هو أبي، واليوم هو أنا.قال القاضي: أعزك الله أنت شيخهم.ثم قال للخمسة: هذا شيخكم فاذهبوا، فاكتساب الخبرة أهم من المال ولبس العباءات.
#صحيفة_الثورة