الثورة – عمار النعمة:
كانت الساعة الحادية عشرة بتاريخ ١٢/ ٣ / ٢٠٢٥ عندما وصلتني رسالة هفاف تقول بها: (صباح الخير لم أستطع المجيء إلى الصحيفة بسبب ألم في رأسي أرجو أن تقدم لي إجازة …وشكراً من القلب).لم أكن أعلم أنها الرسالة الأخيرة من الزميلة والصديقة العزيزة، ورفيقة الدرب في القسم الثقافي منذ سنوات بعيدة، ولم أتخيل أن قلبها المرهف سيخونها في اليوم نفسه، وبهذه السهولة.
اليوم أدخل إلى الطابق السادس في صحيفة الثورة حيث الغرفة القريبة من غرفتي أراها خالية، حزينة، زملاؤها يزرفون الدموع، باب موصود حيث كانت تجلس، ننظر إليه بحزن وألم وفراق على من نحب، هكذا بلا مقدمات، بلا وداع، رحلت هفاف ميهوب الزميلة التي تعشق الكتابة، المخلصة لعملها، لأصدقائها، أجلس على الكرسي، أسمع صوتها في رأسي وهي تقول لي: هل تريد (مادة غداً) لأدرك بعد لحظات أنها غابت بلا عودة، منذ يومين أرسلت لي مقالتها الأخيرة بعنوان:(متى تتوقف الحروب، فلا نُقتل بل نتنفس)، وقالت لي في الصباح الباكر: كتبتها لأنني أكره الحروب وأعشق السلام والمحبة والوئام، أتمنى لسوريا وأهلها كل الخير والجمال فنحن نستحق ذلك، لمن لايعرف هفاف عن قرب لا يدرك مدى إخلاصها، وثقافتها، وتفانيها، لم يثنها وضع أو حال من الأحوال بالابتعاد عن العمل أو التقصير بحق صحيفتها التي أحبتها.
هفاف ميهوب فراقك موجع، ومتعب، لايمكن وصفه، كتاباتك الجميلة ستبقى على صفحات صحيفة الثورة، سنبقى نذكرك بأفعالك وأخلاقك الحميدة، ونؤكد لك أن نبض حبرك لن يجف.
#صحيفة_الثورة