بدلاً من أن تكون مكاناً للاستشفاء أصبحت مكاناً لكسر الخواطر، هكذا هي حال بعض المستشفيات الخاصة التي لم تعد تراعي أخلاق المهنة في قواعد التعامل مع مرتاديها من المرضى الذين يضطرون لأن يقبعوا تحت الديون بعد أن تفردت بوضع تسعيرة خاصة.
وبات دخول المستشفيات الخاصة كدخول المنتجعات السياحية من فئة الخمس نجوم، إلا أن الدخول هنا قسري ليس منه مهرب، وليس ترفيهياً، ورغم أن القائمين عليها يتذرعون أن أسعار المستلزمات الطبية ارتفعت كثيراً، إلا أن أسعار الاستشفاء تضاعفت بشكل غير معقول.. حتى أن تكلفة أقل عملية جراحية تتخطى حواجز الأصفار الستة.
ناهيك عن هذا فإن الفاتورة تبقى مفتوحة على أمور قد لا يتوقعها ذوو المريض أبداً، والأدهى من ذلك أن العملية الجراحية تختلف تسعيرتها من مستشفى خاص إلى آخر، وكيف يتم تحديد الأسعار، وعلى أي أساس.. هذا ما لا يعلمه إلا محررو الفاتورة أنفسهم!.
مهنة الطب هي قبل كل شيء مهنة إنسانية وتحولها لمهنة تجارية يضعنا أمام تدهور للقطاع الطبي إن لم تبادر وزارة الصحة إلى اتباع سياسة جدية وفعالة في ضبط أسعار القطاع الطبي الخاص والرقابة على جودة خدماته ليصل كل ذي حق إلى حقه.