لنجاحٍ مثمر في امتحان الشهادتين.. خطة دراسية ونصائح نفسية لعبور آمن

 

الثورة – علا محمد:

تعتبر فترة الامتحانات من أكثر المراحل تحدياً يمر بها الطلاب، وخاصةً شهادتي التاسع والثانوية العامة، إذ تمثل منطلقاً لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، ومع ضغوط هذه المرحلة يصبح من الضروري تطوير برنامج دراسي متكامل يساعد الطلاب على الاستعداد الجيد ويعزز قدرتهم على التعامل مع التوتر والقلق الذي قد يواجهونه.
هذا ما تناولته صحيفة الثورة في لقائها مع الاختصاصية التربوية رولا بريمو- الحائزة على دبلوم “طرائق تدريس المواد”، والتي أوضحت أن هناك دراسات كثيرة تبين الأسلوب الأمثل لاستثمار الدماغ في العملية التعليمية من خلال وضع برنامج صحيح وواضح يغطي فترة الإقامة في المنزل للتحضير للامتحان، ويضمن للطالب راحة نفسية لمعرفته بوجود كمية محددة للدراسة عليه فقط إنهاؤها.

برنامج مدروس

والأهم من ذلك أن يُبنى البرنامج بحسب الأوقات المثلى لدراسة كل مادة، فأوج القدرة على الحفظ يكون في الصباح الباكر، وفي المساء بعد استراحة النوم والرياضة المحددة في البرنامج يستعيد الدماغ نشاطه، فيكون وقتاً مناسباً لدراسة المواد العلمية التي تتطلب الحل كالرياضيات والفيزياء وغيرها، أما فترة الظهيرة فهي مناسبة لدراسة اللغات بشكل مستمر، مع مراعاة البرنامج لأوقات النوم التي تتضمن (٨) ساعات ليلاً على أقل تقدير وساعة ونصف نهاراً بشكل متقطع.
وبحسب الاختصاصية بريمو فإن تقنية “بومودورو” تشير إلى أن الاستفادة القصوى من مهارات الدماغ تكون بالدراسة خمس وعشرين دقيقة والاستراحة خمس دقائق، من دون بذل أي جهد للدماغ أثناء الاستراحة، أي الابتعاد عن القراءة والجوال وأي شيء له علاقة بالنشاط الذهني، وذلك لتثبيت ما تم دراسته كيمائياً في الدماغ والأمر الآخر أنه يساعد الدماغ على استعادة نشاطه من جديد.

أكثر من مادة

قالت بريمو: إن غالبية الأهالي يوجهون لي الكثير من الأسئلة عن سبب وضع أربع مواد للدراسة في اليوم الواحد في برنامج التحضير للامتحان، فأجيب: علمياً يجب دراسة أكثر من مادة خلال اليوم الدراسي بحيث يشمل اليوم أربع مواد، كل مادة مدتها ثلاث ساعات إلى الساعتين- حسب الفترة الزمنية للدراسة، هذا التغيير في المواد يؤدي إلى تغيير المساحة الدماغية التي يستخدمها الطالب لدراسة المادة، فيشعر الطالب أنه بدأ من جديد بطاقة جديدة ما يجعل الدماغ في حالة راحة.

الفروق الفردية

وفي الإجابة سؤالنا حول ما إذا كان هذا البرنامج يراعي الفروق الفردية بين الطلاب؟ أجابت بريمو: إن خبرة (35) عاماً في طرائق تدريس المواد ساعدتها في تحديد ما تحتاج كل مادة لتتخزن في دماغ الطالب وما تحتاجه من تكرار لتثبيت المعلومة في الذاكرة، وعلى أسس علمية تم تحديد الساعات الدراسية لكل مادة بما يناسب الطالب ذو المستوى المتوسط، وبهذا يكون البرنامج مراعياً للفروق الفردية، فالطالب أقل من الوسط يزيد نصف ساعة على كل فترة دراسية والطالب المتمكن الذي بذل جهداً أثناء العام الدراسي سيجد أن الساعات المحددة في البرنامج كافية وسينهي ما عليه قبل انتهائها.

نصائح هامة

وفي نهاية حديثها قدمت بريمو نصائح لجميع الطلاب تتمثل بالانعزال التام كمعسكر الرياضيين عند التدريب للبطولات، أي فصل الطالب عن أي مؤثر- إن كان مفرحاً أو محزناً- لتجنب تأثير ذلك على أدائه والنقطة الأهم تحلي الأهل بالهدوء طيلة فترة التحضير، وأثناء التسميع وعدم ضغط الأهل على الطالب، ومنحه الثقة وعدم تذكيره دائماً بالدراسة والكتاب، وكيف يدرس الآخرين وتحميله عبء أمنياتهم، بالإضافة إلى الابتعاد عن العبارات السيئة التي فيها مقارنة، أو التي تقال للطالب، ويعتقد الأهل أنها الصواب مثل “لا تكتب أول إجابة تخطر ببالك بس فكر قبل ذلك”، والصواب هو أن المعلومة المثبتة هي أول معلومة تخرج من ذهن الطالب أما بالمحاكمة العقلية سيضيع الطالب.
إضافة إلى عدم اعتماد الطالب على الملخصات، والتركيز أثناء الدراسة بتسجيل ملاحظات تتضمن عنوان الدرس وعناوينه الفرعية وكم التعداد، هذه الطريقة تسعفه من النسيان أثناء التقديم.

تأثير الصحة النفسية

ومن ناحية نفسية توجهت “الثورة” بالسؤال للموجهة الاختصاصية بالإرشاد النفسي هناء محمد حول تأثير الصحة النفسية على أداء الطالب، التي بدورها عرفت الصحة النفسية أنها حالة من العافية يدرك فيها كل شخص إمكانياته، ويكون قادراً على التكيف مع هذه الإمكانيات بوجود حالات التوتر الطارئة، وفي حالة الطالب أثناء التحضير للامتحان تظهر صحته النفسية من خلال قدرته على التعامل مع التحديات التي يمر بها في فترة التحضير.
أعراض تدهور نفسية الطالب

 

وأوضحت أن الأعراض التي تشير إلى أن الطالب غير مرتاح نفسياً، والتي تؤدي إلى صعوبة في التركيز والنسيان وضياع الكثير من الوقت، مثل فقدان الاهتمام والشغف بالدراسة، البكاء المتكرر والعصبية المفرطة، والتي قد تصل إلى الهروب من المنزل، وأيضاً اضطرابات النوم بإفراط ساعات النوم أو عدم القدرة عليه وآثار أخرى جسدية، كآلام في الرأس، والتشنجات، وكثرة التبول.. هذه الأعراض يسببها عدم توفر البيئة المناسبة والمريحة للدراسة بسبب عوامل داخلية تنشأ من الأسرة نفسها بمقارنة الطالب مع أخيه أو أحد أقاربه، أو بسبب حوارات عقيمة يفتعلها الأهل بعبارات سلبية مثل “أنت لا تدرس جيداً”، “أنت لن تحصّل مجموعاً جيداً” “فلان يدرس أكثر منك”، أو وجود خلافات أسرية أثناء فترة التحضير، وأسباب أخرى كالاقتراب من موعد الامتحان أو منافسة الطالب مع زملائه وحدوث اتصالات هاتفية معهم قد تولد لديه شعوراً بأنه مقصر في دراسته.

دعم الأهل
ولتفادي هذه الأعراض أكدت الاختصاصية محمد أن الدعم الأول، والأهم يأتي من الأهل من خلال تفهمهم لقدرات ابنهم وعدم وضع توقعات عالية مع احترام مشاعره ورغباته والإصغاء له بشكل جيد عند تعبيره عن مشاعره في حال عدم رغبته المؤقتة في الدراسة، وذلك بجلسات حوارية داعمة له ومعرفة سبب مخاوفه والابتعاد عن المقارنات أو وضعه بحالة المنافسة مع أحد، بالإضافة إلى مساعدته بتنظيم وقته مع الاهتمام بفترات الاستراحة حسب البرنامج المحدد وعدم حرمانه من ممارسة هواياته، إن كانت الرياضة أو الاستماع للموسيقا وغير ذلك، وما يساعده أيضاً هو تناول الأطعمة التي تحسن مزاج الطالب والابتعاد عن المنبهات بساعات الليل المتأخرة.

إستراتيجيات فعالة
تقول الاختصاصية محمد: إن دور المرشدين النفسيين توجيه الطالب أن القلق حالة طبيعية عند الجميع يمكن استثمارها إيجابياً بشعور التحدي والثقة في النفس، وعدم جعل هذا الشعور يؤثر سلبياً فيؤدي إلى التوقف عن الدراسة والاستسلام.
كما توصي الطلاب بتنظيم الوقت والتقيد بالجدول المحدد للدراسة والبحث عن أساليب تساعدهم كالتسميع الذاتي ووضع أسئلة والابتعاد عن التوقعات.

آخر الأخبار
دير الزور.. منظمات مانحة تدعم تنفيذ مشاريع المياه خطوط الصرف الصحي خارج الخدمة في الحسينية.. والبلدية تعمل على الحل انتقادات مصرية لمطالبات ترامب بشأن قناة السويس الفاعل مجهول.. تكرار سرقة مراكز تحويل الكهرباء في "عرطوز والفضل" Shafaq News : مؤتمر للأكراد لصياغة موقف موحد لمستقبل سوري دمشق وبغداد.. نحو مبدأ "علاقة إستراتيجية جديدة" "الأونروا": نفاد إمدادات الطحين من غزة الاحتلال يقتل 15 صحفياً فلسطينياً بأقل من 4 أشهر درعا: مناقشة خطط زراعة البطاطا في المحافظة خطة لدعم التجارة الخارجية وإرساء اقتصاد السوق الحر في ظلّ تداولات وهمية.. سعيد لـ"الثورة": وضع إطار تشريعي للتعامل بـ"الفوركس" الفنادق التراثية.. تجربة مشوقة للإقامة داخل المدن القديمة "مياه دمشق وريفها" تقرع جرس الإنذار وترفع حالة الطوارئ "طرطوس" 20 بالمئة إسطوانات الغاز التالفة "نيويورك تايمز" ترجح أن يكون "وقود صاروخي" سبب الانفجار في ميناء إيراني تطوير خدمات بلديات قرى بانياس وصافيتا "صحة درعا".. أكثر من 293 ألف خدمة خلال الربع الأول هل تُواجه إيران مصير أوكرانيا؟ نمذجة معلومات البناء(BIM) في عمليات إعادة إعمار سوريا "رؤية حوران 2040".. حوار الواقع والرؤية والتحديات