الثورة – مها دياب:
انطلقت في قرية عين حور التابعة لمدينة الزبداني مبادرة أهلية لتنظيف الشوارع الرئيسية وتشجيرها، تحت عنوان “إحياء الطبيعة في عين حور”، بمشاركة من المجلس المحلي ومؤسسة شذى الشام والأهالي، في خطوة تعكس روح التعاون والمسؤولية المجتمعية، ولإعادة إحياء الطبيعة التي عانت لسنوات من القطع الجائر للأشجار، وخاصة أشجار الحور التي كانت تُعتبر رمزاً مميزاً للقرية.
القطع الجائر
عانت القرية كباقي المناطق التابعة لمدينة الزبداني خلال سنوات الحرب من تدهور بيئي حاد، كما بين المواطن عدنان عثمان في حديثه لـ”الثورة” أنه تم قطع آلاف الأشجار، سواء المثمرة أو المعمرة للحماية والزينة.. ومن بينها أشجار الحور المعمّرة التي كانت تُغطي جوانب الوديان وتُشكّل مصدراً للظلال والجمال الطبيعي، وكان الدافع وراء ذلك في بعض الأحيان الحاجة إلى الوقود بسبب انقطاع الكهرباء والغاز، أو لأغراض تجارية، من خلال بيع الأخشاب وتهريبها عبر الحدود إلى لبنان، أو من أجل أماكن تدريب عسكرية، الأمر الذي أدى ذلك إلى تغيّر ملامح القرية، حيث فقدت جزءاً كبيراً من غطائها النباتي.
غرس الأمل
مع كل غرسة نصنع قصة أمل بظل شجرة، هكذا تحدث الشاب عبد الرحيم- أحد المشاركين في المبادرة تعبيراً عن أهمية إعادة زرع الأشجار كحاجة ملحة لإعادة الغطاء النباتي، والتجميلي لشوارع القرية، وتمنى أيضاً عمل حملات توعية مستمرة بأهمية الحفاظ على الأشجار والنباتات وعدم القيام بقطعها، من أجل الإعادة لعين حور جزءاً من رونقها الذي فقدناه في الحرب الطويلة التي أتلفت الكثير.
وشارك في الفعالية عشرات المتطوعين من الأهالي، بينهم شباب وشابات، بدعم من المجلس المحلي بتوفير المعدات، ومساهمة مؤسسة شذى الشام بتأمين الغراس الزراعية المناسبة للمناخ البارد جداً، وعبّر الأهالي عن سعادتهم ودعمهم الكامل للمبادرة، معربين عن أملهم بأن تكون بداية لاستعادة القرية غطاءها النباتي.
تمثل هذه المبادرة خطوة أولى في رحلة طويلة لاستعادة خضرة عين حور، وإعادة الحياة إلى بيئتها الطبيعية التي فقدتها خلال سنوات الحرب، بالتضافر بين جهود الأهالي والمؤسسات المحلية، وتعد أملاً جديداً، ليس فقط في شكل أشجار مغروسة، بل في الوعي المتزايد بأهمية الحفاظ على الطبيعة وحمايتها للأجيال القادمة.