عذراً يا جبران.. لم تكن كل الولادات أليمة، وإن كان حِملها ثقيلاً، فبعد أن نعيش الفوضى الخلّاقة ويركن القلق على وسادتنا، تعرّش الأفكار كياسمين ينتظر نسمة صيف ليرسل همساته لعشّاقه، ولاسيما أن الياسمين هو الوجه الآخر لدمشق.
هكذا حال المبدع حين يسمع كلاماً معسولاً عن بلده، لا يمكن إلا وأن يتهيأ لضخ دمائه في عروقها، فينفخ من روحه ليخاطب الكون بسيمفونية الحبّ، حال المايسترو أحمد رحيم هكذا..فما إن انتشر مقطع ريلز مصوّر لوزير الثقافة الشاعر محمد ياسين صالح موجهاً قصيدته إلى دمشق:
“دمشقُ يا آخر الدنيا وأولها ويا زجاجة عطر الكونِ في الحقبِ.. هل يُكتب الشّوق في أطراف داليةٍ.. أم يُستباح على أرجوحة العتبِ.. بالياسمين إذا لم تعصف فيه شذاً حتى يعانق فينا نخوة العربٌ”.. حتى تبنى رحيم الكلمات ولحّنها ووزعها وغنّتها الفرقة الموسيقية وعرض بفيديو قصير كل هذا الأمر بساعات قليلة.
وقد رافق اللحن مشاهد من دمشق القديمة، دمشق هذه المرأة الشرقيّة الأصيلة التي لم تهب تاجها لأحد ولم تخلع ثوب عروبتها، فبقيت عصيّة على المارقين الذين يقتلون الحبّ.. رغم الموت تعرّش اليوم دمشق في القلوبِ كياسمين نقيّ تقيّ.. فلطالما كانت ولا تزال عِصمة الأولين والآخرين.