الثورة – رفاه الدروبي:
بثَّت التشكيلية فاطمة شيخ الشباب لواعجها تجاه مآسي السوريين في معرض “أنين”، عاكسةً آلامهم من النظام البائد في ٢١ لوحةً رسمتها بالأسلوب التعبيري أحياناً والتجريدي في أخرى، مُستخدمة ألوان الإكريليك الممزوجة بالفحم وباستيل الطباشير، ثم عرضتها في صالة مصطفى علي في دمشق القديمة.
التشكيلية شيخ الشباب خريجة “كلية الفنون الجميلة”، وشاركت بعدة معارض سنوية، وتفرَّدت لأوَّل مرَّة بمعرضها الحالي، حيث رسمت الحرب السورية ومآسيها، مُجسِّدةً الوضع النفسي وشعورالمعتقلين بما فيهم الأطفال، لا سيَّما آلان الكردي، إذ عكست بلوحة خاصة كيفية تحوّله إلى روح حزينة لتبقى لعبته ملقاةً بجانبه بعد أن فارق الحياة.
وأشارت التشكيلية إلى أنَّ “أنين” ليس مجرد عنوان، بل صوت ينبعث من أعماق الذاكرة السورية، لا يُسمَعُ بالأذن فقط، بل يُحَسُّ بالقلب، مُسلِّطةً الضوء على الألم السوري بلغة بصرية وشعرية تتجاوز الكلمات، وتحمل في طيَّاتها وجعاً جماعيَّاً عميقاً عاشه شعبٌ بأكمله، كما حمل على كتفيه جراحاً لن تندمل وآمالاً لن تموت، منذ انطلاقة الثورة السورية وحتى اليوم، إذ مضى عليها أربع عشرة سنة من النزيف والرجاء والصراخ الصامت، وهدم البيوت وتشتيت الأحلام واختفاء الوجوه خلف جبال الغياب.
وأكدت أن كلّ عمل فني ولون في المعرض شهادة وأثر من آثار تلك الرحلة الطويلة في دروب الحزن والمقاومة، داعية للتأمل والإنصات، للاعتراف بأنَّ الألم السوري ليس مجرَّد حدث، بل تجربة إنسانية تستحقُّ أن تُروى وتُفهم.
بدوره الناقد سعد القاسم بيَّن أنَّ أهمّ ما في المعارض أن يواجه الفنان الجمهور، ويعرف مدى ردود أفعاله، ولعل تجربة التشكيلية شيخ الشباب لم تعرِّفنا إلى مبتغاها ولم تُحدِّد اختيارها لمدرسة تجريدية أو تعبيرية رغم إمكانات اللون، وكان المفروض من المعرض تبيان ما اختارته وكيفيته باعتبارها عرضت أكثرمن مرة، فكان لا بدَّ من إظهار رأي المتلقي لأهميته.