الثورة – عبد الغني العريان:
استقبل محافظ حلب المهندس عزام الغريب، وفداً من جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية “موصياد” (M&Uum) برفقة عدد من رجال الأعمال السوريين المقيمين في تركيا، لمناقشة سبل التعاون الاقتصادي وتعزيز بيئة الاستثمار.
وجاء اللقاء في مبنى المحافظة، في إطار تحرك رسمي لتعزيز التواصل مع الفاعلين الاقتصاديين في المنطقة، وضم الوفد التركي نحو 15 شركة متخصصة في مجالات البناء والتشييد وإعادة الإعمار، إضافة إلى شركات تعمل في تحويل النفايات إلى طاقة، وشركات مقاولات تمتلك خبرات في مشاريع إعادة الإعمار ضمن البيئات المتضررة.
تشابه التحديات
وأشار المشاركون من الجانبين إلى وجود تشابه كبير بين التحديات التي تواجهها محافظة حلب وتلك التي شهدتها مدينة ملاطيا التركية بعد الزلزال، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية المتضررة والحاجة إلى خطط إعادة الإعمار المتكاملة، هذا التشابه، وفق ما تم التأكيد عليه، مشيرين إلى أنه يشكل فرصة لبناء شراكات ناجحة قائمة على تبادل التجارب والخبرات في التعامل مع الأزمات وتخطي آثارها الاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر المسؤولون أن فتح قنوات اتصال دائمة بين رجال الأعمال في الجانبين أمر حيوي في هذه المرحلة، خاصة أن السوق السورية، وحلب على وجه الخصوص، تقدم فرصاً واسعة أمام المستثمرين، ولاسيما في القطاعات المرتبطة بالبنية التحتية والإسكان والطاقة.
الاستثمار وقوانينه
تناول اللقاء القوانين الناظمة للعمل الاستثماري، خاصة التشريعات الجديدة الهادفة إلى تحسين مناخ الاستثمار وتوفير بيئة قانونية ملائمة، وضرورة تبسيط الإجراءات الإدارية والحد من البيروقراطية، بما يساهم في جذب رؤوس الأموال الأجنبية والخبرات الفنية إلى السوق المحلية.
ورأى الحضور أن وجود قانون استثمار واضح، مدعوم بآليات تنفيذ شفافة وميسرة، يمثل حجر الأساس لأي جهد جاد للنهوض بالاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة وتحفيز القطاع الخاص للمساهمة بفعالية في مشاريع إعادة الإعمار.
وقدم أعضاء الوفد التركي تصوراً استثمارياً مبنياً على تجربتهم في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية في تركيا، مشيرين إلى أن لديهم نماذج ناجحة يمكن مواءمتها مع احتياجات حلب، في مجالات تشمل البناء الأخضر، والمجمعات السكنية المقاومة للزلازل، والتقنيات الحديثة في إدارة الطاقة والنفايات.
وشددوا على أهمية خلق شراكات استراتيجية مع رجال الأعمال السوريين، بما يضمن تنفيذ المشاريع بشكل مستدام، ويوفر حلولاً واقعية في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، مؤكدين على تعزيز التبادل التجاري والاستثماري كمدخل لتحسين العلاقات الاقتصادية على المستوى الإقليمي، ووسيلة لدعم الاستقرار المحلي من خلال توفير بنى تحتية حديثة ومتكاملة.
دعم حكومي للاستثمار
وعبر محافظ حلب عن تقديره لزيارة الوفد التركي، مؤكداً على أهمية العمل المشترك بين الجانبين، ومشدداً على استعداد المحافظة لتقديم كل أشكال الدعم والتسهيلات اللازمة لتشجيع الاستثمار.
وأشار إلى أن الجهات المعنية في المحافظة تتابع عن كثب جميع الإجراءات المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية المقترحة، وأن المرحلة القادمة ستشهد خطوات عملية تهدف إلى تفعيل التعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين المهتمين بالمساهمة في إعادة إعمار حلب، ضمن رؤية اقتصادية متكاملة، مؤكداً أن الإدارة المحلية تنظر إلى المستثمرين كشركاء حقيقيين في عملية التنمية، وتسعى لخلق بيئة استثمارية واعدة ترتكز على الشفافية والوضوح وتذليل العقبات القانونية والإجرائية.
آفاق مستقبلية
يأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه سوريا بشكل عام، ومحافظة حلب بشكل خاص، جهوداً لتشجيع تدفق الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً في القطاعات الحيوية وينظر إلى زيارة وفد “موصياد” باعتبارها خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين رجال الأعمال، وفتح آفاق جديدة للتعاون على أسس اقتصادية بحتة، تستند إلى المصالح المشتركة والحاجة المتبادلة إلى الشراكة في الإعمار والتنمية.
وتعكس الزيارة اهتماماً متزايداً من قبل القطاع الخاص التركي بالفرص الاستثمارية في سوريا، الأمر الذي يمكن أن يشكّل دفعة قوية لمساعي النهوض بالاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل وتحقيق الاستقرار المجتمعي.