همسة زغيب:
عملية تعتيق النّحاس الأحمر والأصفر التقليدية القديمة، فن عريق يحكي تاريخ حرفة يدوية تراثية وتقليدية لا تزال حاضرة حتى اليوم، هي حرفة تشكيل وتطويع النحاس وتعتيقه المستمر على يد الحرفي بشار حماتي البارع في تشكيل وصياغة وتعتيق النحاس، وتتميز أعماله بإتقان وروعة وعراقة، وهو الحرفي الوحيد في سوريا الذي يقوم بهذه الحرفة وفق الطرق التقليدية القديمة محافظاً عليها من الاندثار.
وفي حديثه لصحيفة الثورة أوضح الحرفي بشار حماتي أن هذه المهنة تحمل تنوعاً كبيراً في صنع تشكيلات فنية مختلفة تدخل في تزيين أبواب المساجد والقصور والجدران والأسقف، ويتميز النقش على النحاس متل غيره من أنواع النقوش بتصميمات وعناصر هندسية جميلة ومنها (الأطباق النجمية) التي تعتبر من أهم العناصر الهندسية في صناعة الأبواب، وتطورت لتشمل التحف الأخرى باستخدام النحاس والخيوط العربية لتنزين القطع المشغولة، وبعد الانتهاء من العمل يتم تعتيق النحاس، وهي عملية تلوين النحاس لمنحه لوناً أغمق ومظهراً عتيقاً.
ويشرح بأنه بعد حشي الباب بالخيط العربي المصنّع من النّحاس الأحمر بقضبان من النحاس الأصفر المفروزة والملسنة بطرق هندسية وأشكال مختلفة، يتم تجميعها يدوياً بدون لحام وتكون مزينة بتوابع من النحاس على الطريقة التقليدية القديمة وتعتيقها عن طريق تطبيق مواد كيميائية أو استخدام طرق طبيعية لإنشاء طبقة أكسدة على سطح النحاس.
وأضاف أنه يمكن ادخال الخشب بطريقة فنية في صناعة الابواب كخشب الجوز والميغانو ويتطلب العمل فيها فناً وإتقاناً عال من قبل الحرفي، كما يمكن تنزيل الأحجار الكريمة والفضة على النحاس.
ويشدد (حماتي) أنه لا يعرف سر المهنة إلا القلائل، مشيراً إلى أنه يصنع من النحاس قوالب ذات أشكال ورسوم مختلفة مثل القفل الجرار (الزكروم) والمدقة (الخرسة).
وأكد في ختام كلامه أنه ينبغي وأخيراً أكد أنه يجب طلاء القطع بمادة عازلة حتى لا يتفاعل النحاس مع الجو والرطوبة، وهذه المرحلة تُعرف باسم (اللكر) أو (البوليتان) وتترك لتجف قبل الاستخدام.