الثورة – رفاه الدروبي:
ركَّز في لوحاته على دمشق بدروبها وأزقتها وحاراتها العتيقة، معتبراً أنها بالنسبة إليه كل شيء لأنها تُجسِّد الحبَّ والحنان والإبداع وذكريات الشباب، ولا بدَّ من توثيقها باعتبارها من أقدم عواصم العالم.. هذا ما أكده التشكيلي وفيق محمد بوشي في حديثه لصحيفة الثورة عن معرضه “وأزهر الياسمين”، الذي أقيم في صالة الشعب ونظَّمه اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وضمّ ٤٢ لوحةً منها ٣٠ لوحة بتقنية الرسم على الزجاج.
تناول “بوشي” في لوحاته دمشق القديمة وطبيعة ريفها الجميل، إضافة إلى بورتريهات رسمها بالألوان الزيتية وأخرى خاصة بالزجاج، وفق أسلوب واقعي انطباعي، ورأى أن تعلُّمه الرسم في معهد التربية الفنية يُمثِّل خطواته الأولى، واصفاً المرحلة بالفترة الذهبية في حياته لأنّه لم يحظَ بأستاذ ينتبه لقدراته خلال مراحل دراسته، ويبدو أنَّ القدر عوَّضه بالدراسة تحت إشراف الفنان الراحل ناظم الجعفري ولم يبخل عليه بأي معلومة، كما عرَّفه إلى فنانين كبار، لذا كان ملتزماً بنصائحه.
بدوره التشكيلي عدنان حميدة لفت إلى أنَّ الفنان البوشي رسام ماهر ولوحاته نابضة بالمشاعر والأحاسيس وعشق الأرض إلى حدِّ التماهي، لذا تتميز أعماله بالإتقان والمهارة والرسم بألوان الزجاج، كما رسم في لوحاته بساتين قدسيا وأشجارها السامقة وجسَّد جمال بلودان وطبيعتها الغناء، كذلك تتلمذ على يد التشكيلي ناظم الجعفري مؤسس المدرسة الانطباعية في سوريا، ونجد في لوحاته نوعاً من التكوين بالرسم، إضافة إلى إتقانه الرسم على الزجاج ومحافظته على الواقعية بأسلوب حر.
من جهته رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين محمد صبحي السيد يحيى أوضح أنَّ الفنان البوشي خصَّ معرض “وأزهر الياسمين” بلوحة أبرز فيها فرحة السوريين بالتحرير من النظام البائد، وجسَّد الولادة الجديدة لتعمَّ الفرحة كل البيوت السورية، ثم توَّجها بسعادة غامرة تمَّ فيها التخلص من حقبة مظلمة كي ينشر الياسمين الأبيض، حاملاً عبق دمشق حتى عكست اللوحات حاراتها وكأنها تضحك سروراً وابتهاجاً بنصر كبير.