يتابع المواطن السوري اليوم مجريات الاتفاقيات الاستثمارية التي توقعها الحكومة السورية بعين الرضا والطمأنينة، إذ تبشّر هذه الاتفاقيات بانطلاقة اقتصادية واجتماعية جديدة تعيد لسوريا ألقها، وتمنح المواطن ما يحتاجه بكرامة وعزّة، بعيداً عن المنّة أو التبجّح.
وإن كان الجانب الاقتصادي هو الأبرز في هذه الاتفاقيات، فإن ثمة جانباً آخر لا يقل أهمية، وهو الجانب الإعلامي الذي يجب أن يواكب هذه النهضة الشاملة، فالحراك الاقتصادي والاجتماعي لا يكتمل دون إعلام فعّال يقدّم الإنجازات، يتابعها، ويشرح أبعادها عبر الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة.
نعلم جميعاً أنه لم يعد الإعلام مجرد ناقل للخبر، بل أصبح شريكاً في صناعة الحدث، ومساهماً في تشكيل الوعي العام. من هنا، تبرز الحاجة إلى رؤية إعلامية جديدة، تواكب الإنجازات وتُعززها، وتقدم للمواطن صورة واضحة وشفافة عمّا يُنجز على أرض الواقع.
الإعلاميون اليوم أمام مسؤولية كبيرة، تتطلب منهم أن يكونوا على مستوى الحدث، وأن يبتكروا أدوات وأساليب جديدة في تقديم المحتوى، بما يتناسب مع حجم التحولات التي تشهدها البلاد.
وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى المشروع الطموح الذي يجري التحضير له وهو المدينة الإعلامية حيث يُعدّ هذا المشروع خطوة استراتيجية نحو بناء بنية تحتية إعلامية متكاملة، تتيح إنتاج محتوى احترافي، وتوفر بيئة عمل متطورة للكوادر الإعلامية السورية.
إن الإعلام، حين يُنظر إليه كاستثمار، يتحول من أداة إلى قوة تساهم في بناء الوطن، وتعكس صورته الحقيقية، فنهضة سوريا لا تكتمل إلا بإعلام ينهض معها، ويكتب فصولها، ويصون سرديتها الوطنية.