الثورة – همسة زغيب:
رسم الشهيد في لوحاته محلقاً فوق سماء فلسطين ليعلن للعالم لحظة انتصاره على الجلاد، هذا ما أكده الفنان التشكيلي الفلسطيني علي جروان في حديثه لصحيفة الثورة على هامش معرض “غزة الجرح المفتوح” المُقام على جدران مخيم خان دنون، والذي يشارك فيه إلى جانب الفنان التطبيقي مصطفى عبد الله.
المعرض الذي تم تنظيمه بالتعاون مع منتدى كوشان وهيئة فلسطين التنموية ضم 30 عملاً فنياً من أعمال “جروان”، تحاكي القضية الفلسطينية وخاصة العدوان على غزة، واعتمدت معظم أعماله المعروضة المدرسة الرمزية والتعبيرية والتصويرية، كما استخدم اللون الأزرق وتدرجاته “وهو من الألوان الباردة” ليدل على الصفاء والسمو في النفوس، لكن دمجه مع البرتقالي والأحمر “من الألوان الحارة” ليضفي قوة التأثير وعنفوان المقاومة على اللوحات.
وأوضح أنه استخدم تقنية ألوان الأكريليك والتصوير التعبيري، وصوّر في لوحة أخرى الطفل الفلسطيني الغزاوي المقاوم وهو يتعرض لأقذر حرب في العالم، لم يشهدها التاريخ وهي حرب التجويع والقتل في مصائد الموت، ضمن أماكن توزيع المعونات. مشيراً إلى أن المساعدة عبارة عن صناديق فارغة تحتوي القذائف لتقتل الطفولة.
كما ضم المعرض بعضاً من أعمال “الفنون التطبيقية” للفنان مصطفى عبد الله والتي تحاكي الموضوع نفسه، وجمعت بين الجانب الفني والإبداعي والجانب الوظيفي والتطبيقي، حيث صمم ونفذ أشياء مفيدة في الحياة اليومية، مثل مجسمات مزخرفة، والديكورات، وغيرها، مع الأخذ بالاعتبار الجمالية والوظيفية، وأعماله المعروضة كلها عبارة عن مجسمات تحاكي إلى حدٍ ما الواقع المؤلم في فلسطين عامة وغزة خاصة.
ويقول الفنان مصطفى عبد الله: “حاولت عبر أعمالي المعروضة في المعرض دمج الكرتون والخشب وألواح البلاستيكية حسب نوع المجسم، وأن أدخل أنواع عديدة لتلبيس المجسمات، ومن أهم هذه المواد الخرز وإكسسوارات يستعملها الخياطين، إضافة إلى أحجار البحر والإسمنت الأبيض”، وأضاف أنه كفنان سلاحه هو ريشته وقلمه، لافتاً أن هدف المعرض إيصال رسالة للعالم كله عما يجرى في فلسطين، والرسالة الثانية لأهلنا في غزة بأننا معهم بالوجع نفسه، وأننا نقف إلى جانبهم.