الثورة – بسام مهدي:
في حدث يُعدّ بمثابة مؤشر استراتيجي على مرحلة جديدة من الانفتاح، أعلنت شركة غوغل عن استئناف خدماتها الإعلانية في سوريا، بعد سنوات من التوقف والعزلة الرقمية.
حيث إن هذه الخطوة ليست مجرد قرار تقني أو تجاري، بل تعني عملياً إعادة اندماج سوريا مع المنصات العالمية بعد التحرير، وفتح نافذة واسعة أمام المجتمع والاقتصاد السوري للدخول في دورة جديدة من النمو.
أبعاد اقتصادية متعددة
إعادة تفعيل الإعلانات عبر غوغل تحمل جملة من التأثيرات المباشرة على الاقتصاد السوري:
أولاً، إعادة إقلاع السوق التسويقي الرقمي، إذ إن الشركات المحلية، الصغيرة والكبيرة على حد سواء، ستجد منصة للوصول إلى جمهور واسع كان محجوباً سابقاً، ما يعني فرصاً أكبر لتسويق المنتجات والخدمات داخلياً وخارجياً.
ثانياً، تحفيز التجارة الإلكترونية، إذ من المتوقع أن يسهم القرار في زيادة نمو التجارة الإلكترونية في سوريا بنسبة لا تقل عن 25 بالمئة، مع توسع عمل المتاجر الرقمية واعتمادها على أدوات تسويقية أكثر تطوراً.
ثالثاً، جذب الاستثمارات الأجنبية، من خلال وجود بيئة إعلانية عالمية ومعروفة، يبعث برسالة ثقة إلى المستثمرين أن السوق السورية بدأت تدخل في أجواء التنافسية العالمية.
رابعاً، خفض التكاليف وزيادة الكفاءة، عبر أدوات الاستهداف الذكية في غوغل، تستطيع الشركات السورية الوصول إلى الفئة المطلوبة من المستهلكين بدقة، ما يقلل الهدر الإعلاني ويزيد العائد على الاستثمار.
فوائد على المجتمع
الأمر لا يقتصر على الاقتصاد فقط، بل يمتد إلى المجتمع السوري بطرق مباشرة وغير مباشرة:
أولاً، إتاحة فرص جديدة للشباب، إن الشباب العاملون في مجالات التسويق الرقمي، تطوير الأعمال، وإدارة الحملات الإعلانية سيجدون فرصاً وظيفية ومهنية متزايدة داخل البلد بدلاً من البحث عن عمل خارجي.
ثانياً، تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إن هذا القرار يفتح المجال أمام الحرفيين وأصحاب الأعمال الصغيرة للترويج لمنتجاتهم محلياً وعالمياً عبر منصات غوغل، ما يعزز مفهوم التمكين الاقتصادي الفردي.
ثالثاً، إتاحة فرص جديدة للشباب، إذ إن الشباب العاملون في مجالات التسويق الرقمي، تطوير الأعمال، وإدارة الحملات الإعلانية سيجدون فرصاً وظيفية ومهنية متزايدة داخل البلد بدلاً من البحث عن عمل خارجي.
رابعاً، تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إن هذا القرار يفتح المجال أمام الحرفيين وأصحاب الأعمال الصغيرة للترويج لمنتجاتهم محلياً وعالمياً عبر منصات غوغل، ما يعزز مفهوم التمكين الاقتصادي الفردي.
خامساً، تعزيز الثقافة الرقمية، مع ازدياد الاعتماد على المنصات الإلكترونية، سيشهد المجتمع السوري تطوراً في الوعي الرقمي، من خلال إدراك أهمية الإعلان عبر الإنترنت واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.
سادساً، تحفيز الابتكار وريادة الأعمال، البيئة الرقمية التنافسية تدفع الشباب السوري إلى ابتكار حلول جديدة في التسويق، التجارة الإلكترونية، والإعلام الرقمي، ما يرسّخ مكانة سوريا كفاعل ناشئ في الاقتصاد الرقمي الإقليمي.
نحو اندماج جديد
إن استئناف خدمات غوغل الإعلانية في سوريا لا يمثل مجرد خطوة تجارية، بل هو إشارة رمزية لعودة سوريا إلى الخارطة الرقمية العالمية، إن هذا الإعلان يساعد على جذب الاستثمارات الأجنبية ويدعم بيئة العمل ضمن الجو العالمي المعتاد، وهي رسالة بأن العزلة الرقمية إلى زوال، وأن الاقتصاد السوري يستعد لمرحلة جديدة من التكامل والاندماج مع الأسواق العالمية.
إن عودة غوغل إلى سوريا ليست مجرد أداة إعلان، بل هي جسر إلى الاقتصاد العالمي، ومحفز لروح الابتكار، ومؤشر على بداية تحول رقمي شامل سيترك أثره على المجتمع والاقتصاد معاً.. إنها فرصة حقيقية للشركات، للمشاريع الناشئة، وللشباب السوري كي يثبتوا حضورهم في الساحة الرقمية.