الثورة – رفاه الدروبي:
ولدت هالة الحسامي مصابةً بمتلازمة داون “سيندروم”، لكنها وجدت الاهتمام من أفراد عائلتها فكانوا داعماً حقيقياً لها في ممارسة هواياتها بشكل كبير ما جعلها تنطلق لتقديم كل ما لديها من إمكانات.

التقت صحيفة الثورة مع والدتها سحر الأخرس، فأشارت إلى أنَّ ابنتها تعلَّمت بدايةً رقص الباليه، ثم اتجهت إلى الرسم والتصوير الضوئي، كما شاركت في معارض ومهرجانات عدة، ومنها: البطولة الإقليمية التاسعة للسباحة في “أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة” على مستوى الشرق الأوسط، فمثَّلت سوريا وحازت على المرتبة الثانية.
كذلك شدَّدت الأمُّ على ضرورة استغلال العمر الذهبي للأبناء، وعدم خسارة مهاراتهم، والعمل على اكتشاف قدراتهم حتى لا تبقى مدفونة، لذلك لجأت إلى تعليمها الرسم والنحت والحاسب الإلكتروني في البداية، ثم علمتها اللغة الإنكليزية، واكتشفت مهارات ابنتها المتعددة المتشكِّلة، لديها فتوجَّهت فيما بعد إلى هواية الرياضة المحبَّبة إلى قلبها.
لكن الفتاة الصغيرة كبرت ووصلت إلى منتصف العقد الرابع من العمر، فتوجَّهت الأم لإنشاء قناة خاصة لها تُعنى بالطبخ لتصبح الشيف هالة ماهرة في إعداد الأطعمة، ووصل عدد متابعيها إلى ١١٣ ألفاً على وسائل التواصل الاجتماعي الانستغرام، إضافة إلى تعليمها التطريز والصنارة والصوف.
وبيَّنت الأم أنَّها أحبت الشمع، فعملت به مع ابنتها الأخرى، وكانت هالة ترافقهما، فأحبته كثيراً ما دفعها لتسجيلها في دورة لتصنيع الشمع للأطفال بشكل مُبسَّط في مديرية الثقافة بحمص، وأصبحت مدربة، كما ساعدتها في المشاركة بالمعارض لتعرض منتجاتها الشمعية.
وأفادت السيدة سحر أنَّ كل ما يحيط بابنتها من اهتمام ورعاية لم يكن لولا الأب الدكتور أسامة الحسامي الذي كان دائماً الداعم الأول لكليهما، ويترك كلَّ ما لديه من أعمال لمرافقة الأم والابنة إلى المؤتمرات الخارجية فيما يخصُّ ذوي الهمم، ويعمد لدعم ابنته في المشاركة بدورات تدريبية للمحترفين.
كذلك استطاعت الوالدة التأثير على مثيلاتها من الأمهات لتعريف المجتمع عن مرض داون “سيندروم”، إضافة إلى دور الأخوة المهم في حماية شقيقتهم من التنمُّر، إلى جانب اهتمام ذوي القربى من بنات العم ما ساعد على تكوين مجتمع جميل يحيط بها.
