الثورة – عبير علي:
تُعتبر سناء نصر من أبرز الحرفيات المتخصصات في فن الكروشيه اليدوي، تجمع بشغف كبير بين الأسلوب التقليدي والتقنيات الحديثة في كل قطعة تصنعها، مكرسة وقتها وجهدها لنقل الحرفة إلى الأجيال الجديدة، مُدركة أهمية الحفاظ على التراث الفني.
وفي حديثها لصحيفة الثورة تقول: “منذ صغرنا كنا نرى أمهاتنا يعملن أمامنا، وكان الكروشيه جزءاً من حياتنا اليومية، ومن هنا بدأت علاقتي بالخيط والسنارة”، وهي تسعى لتعليم الكثير من السيدات في منطقتها “صيدنايا” كيفية استخدام “السنارة والخيط”، مشيرة إلى أنها تعمل على تنظيم دورة في قاعة كنيسة الصليب لمد يد المساعدة إلى الجيل الجديد.
تُضيف سناء لمستها على كل ما تصنعه، وخاصة أن العمل يتطلب الكثير من الصبر والتركيز، وهي تُنتج مجموعة متنوعة من الأعمال اليدوية، بدءاً من الشالات والكنزات الصوفية إلى طواقي الأطفال والأعمال الزخرفية.
وتقول: “أحب أن أصمم لنفسي، فكل ما يتعلق بالأشغال اليدوية يدخل في شغفي، بدءاً من تشكيل الخرز إلى تطريز الغوبردين”، مشيرة إلى أن التعلم باليد هو ما جعلها تشعر بالسعادة: “عندما أنتهي من قطعة ما، أشعر وكأنني ملكت الدنيا، أفرد شغلي، وأرى فيه كل تفاصيل التعب والإبداع”.
تعبر سناء عن شغفها الكبير في متابعة كل جديد: “أحب الاطلاع على المجلات والرسومات، والتواصل عبر الإنترنت لاستلهام الأشكال المتنوعة”، ومع مرور الوقت، أصبحت يدها سريعة ومتمرسة من العمل، تقول: “إبداعي أصبح أسرع، وصنعت مجموعة من القطع التي تحتاج إلى وقت طويل، ولكن المعنى وراء كل قطعة يُغني عن قيمة المادة”.
تجسد سناء نصر مع حبها الكبير لعملها ورغبتها في تمرير خبرتها إلى الآخرين، روح الحرفية التقليدية في زمن سريع التغير، مؤكدة أن الإبداع هو ثروة لا تُقدر بثمن.