الكتب رسل التدبّر والتفكّر.. مكانها الصدارة لا الأرصفة

الثورة – رنا بدري سلوم:

“إن الغصون إذا قومتها اعتدلت.. ولا يلين إذا قومته الخشب”، من هذا المبدأ اهتم وتفرد الأديب الروائي خليل محمود الصمادي بنشر كتبه وعلمه وبحثه للناشئة، وقد عمل مدرّساً لمادة اللغة العربية في تدريس تلك الفئة العمرية لأكثر من خمسة وأربعين عاماً، موجهاً أنظاره إليها بسبب قلة الكتب الموجهة لهذه الفئة المهمة، إذ إن أغلب الكتب في المكتبات العربية للأطفال عبارة عن نص لا يتجاوز مئة كلمة ورسومات باهرة، والسبب الثاني لاهتمامه بهذه الفئة ومعرفة احتياجاتها نتيجة احتكاكه اليومي بها كمعلم.

في حواره مع صحيفة الثورة عن آخر إصدار له “عمران يتدبر القرآن”، يكشف لنا الصمادي عن سرعة الانجاز في طباعة الكتاب، “وهو أسرع كتاب ينشر لي”، أصدر خلال خمسة أشهر.

لماذا عمران؟

لأن اسم عمران مذكور في القرآن الكريم.. “إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً” وأيضاً السورة رقم 3 في القرآن سورة آل عمران، وثانياً: لأن العنوان فيه سجع معقول برأيي محبب لدى الأطفال، الذين أهدي لهم الكتاب بما يناسبهم من تدبر وتفكر، فالطفل يتعلق بالقرآن الكريم حين يتدبره بطريقة يسيرة مبسطة، وقد اخترت سوراً متفرقة من القرآن الكريم، فيها عبر وقصص تناسب فتياننا، مع اعتماد جزء عم كله بسبب قربه منهم قراءة وحفظاً وتفسيراً”.

نور يحارب الظلام

يسرد لنا الصمادي تفاصيل الكتب وإبصارها النور، وهو من طبع قرابة خمسين كتاباً خلال ربع قرن، أغلبها للناشئة من روايات وقصص أدبية وتاريخية، فيقول:” كانت بعض الكتب تجلس ما يقرب السنة عند الرقابة في سوريا أيام النظام البائد، فأذكر أنني ألفت عام 2016 كتاباً بعنوان: “ذكريات مخيم اليرموك”، فجلس نحو عشرة أشهر، ولمَّا راجعهم الناشر أبدوا انزعاجهم من عبارة واحدة وهي: “تمَّ قصف جامع عبد القادر الحسيني، ومدرسة الفالوجة من قبل الطيران السوري”، فطلبوا تعديل هذه الفقرة والحمد لله عدلتها ولم يعدلوني بالسجن، ويتابع الصمادي القول: وفي تجربة ثانية قدمت للرقابة في سوريا عام 2022 رواية اسمها “مغامرات سندباد في القدس”، فلم يوافقوا عليها، ولكنني أخذت موافقة وزارة الإعلام في المملكة العربية السعودية، وطبعتها ونشرتها وأدخلتها لسوريا بعد الثورة المباركة.

لم يدرك الصمادي سبب المنع.. “لا أعرف فربما أنني ركزت على شخصيات مقدسية أو فلسطينية بشكل رمزي كانت مكروهة من قبل النظام، أو ربما لسبب آخر ما عرفته”.

أما الكتب التي ستبصر النور، وخشي أن ينشرها في دمشق أو خارجها باسمه الصريح، يجيب الصمادي: هي رواية “لاجئ ويعيد حكاية مهاجر من الشام لأمستردام”، وذلك بسبب ما سردته – والقول للصمادي – عن وحشية النظام المخلوع وسجونه ومعتقلاته واضطرار الناس للهجرة لأوروبا وإن شاء الله ترى هذه الرواية النور قريباً وفي دمشق.

على أرصفة الطرقات

نعم.. يرى الصمادي المرحلة السياسية لعبت دوراً بارزاً، فيما نلاحظه في مكتبات دمشق، ويتساءل: فكم من كتاب كان من المحرمات صرنا نراه على أرصفة الطرقات؟، قبل شهرين كنت في دمشق ورأيت ما كان من المحرمات الأدبية، رأيت رواية القوقعة لمصطفى خليفة، ورأيت كتب علي الطنطاوي، وأدهم شرقاوي، ورواية بيت خالتي للعراقي أحمد خيري العمري، وكتب ابن تيمية، وابن القيم وغيرها من كتب التراث التي كانت ممنوعة بل تؤدي صاحبها إلى صيدنايا! فالكتب رسل التدبّر والتفكّر، مكانها الصدارة لا الأرصفة.

وفي ختام حديثه يؤكد الأديب خليل الصمادي على دور الثقافة اليوم والاهتمام بالطفل من السنة الأولى وحتى بلوغه بما فيها مرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة الناشئة، فمرحلة الناشئة على أهمية كبيرة لأنها تكون قد تبحث عن رموز لتقدتي بها، فالكتابة للطفل وللناشئة مسؤولية المربين والتربويين ووزارتي التعليم والثقافة، فهذه الفئة تحتاج إلى التوجيه والتربية والتقويم.

آخر الأخبار
تطوير برامج التمكين الاقتصادي للمرأة العاملة بحلب التحول الرقمي في "الصحة والإنتاج الحيواني".. الرئيس الشرع في أميركا.. فرص استثمارية تتقدم ومناخ اقتصادي يتغير زيارة الشرع إلى واشنطن.. انفتاح عملي على العقول السورية بالمهجر "ساهم فيها ".. إزالة الأنقاض في تل رفعت شمال حلب جهود مكثفة في ريف اللاذقية لاحتواء الحرائق "نساء من أجل السلام".. تعزيز التماسك المجتمعي "صناعة حلب" تجهّز لمعرض خان الحرير للألبسة الرجالية من حقيبتي إلى حلمي.. عامٌ جديدٌ يبدأ المضاد للبكتريا والفطريات.. اختراع جديد باستخدام نبات "اليوكاليبتوس" انطلاقة مؤجلة لقسم الجيولوجيا في جامعة طرطوس الصناعات الهندسية في حلب بين التحديات والطموحات قمة "كونكورديا" منصة للرئيس الشرع لعرض رؤية سوريا للسلام والعلاقات الدولية هل تنهي المؤسسة العامة لبنوك الدم معاناة المرضى في تأمين الوحدات؟ العام الدراسي.. استئناف رحلة الأمل وفاءٌ يزرع الأمل في إدلب خروج مجموعات توليد عن الخدمة يقطع الكهرباء عن القنيطرة مع غياب الأرقام الدقيقة.. البطالة سيف ذو حدين العزوف عن العلاج النفسي.. وصمة اجتماعية أم جهل؟ مشاركة سوريا بذكراه الثلاثين.. "مؤتمر بكين 1995" علامة فارقة في مسيرة حقوق المرأة