الثورة – آنا عزيز الخضر:
“أطفال سوريا يصعدون إلى السماء”.. وكأن الأرض ضاقت بهم على سعتها، وهم عصافير من الجنة وزينة الحياة، كيف يمكن أن نكون وجهاً لوجه مع هكذا مشهد؟ كيف يمكننا رؤيتهم وسط سعير الحرب وهم يرون الدنيا باقة ورود ملونة؟ لولا أن يقدم الفيلم رؤيته وفق ثنائية يتقابل طرفاها فجمعت بين الوجع والأمل بين مأساة الحرب والتحدي.
وها هم الأطفال عبر الفيلم الوثائقي “أطفال سوريا يصعدون إلى السماء”، للمخرج وليد قوتلي رغم التهجير والألم والوجع، يعبرون عن تمسكهم بالحياة والأحلام من خلال بعضهم البعض عندما يرسمون أحلامهم، مقدمين أجمل الألوان وأكثرها بهاء كرمزية عميقة، ما يدل على الأمل بالمستقل، من دون أن ننسى أن الفيلم قدم بأكثر من تقنية فنية، فكانت هناك شهادات لأطفال سوريين عاشوا جراح الحرب وتداعياتها الكثيرة من معاناة وموت ودمار، وفقدان لأسرهم وغيرها.
اختلفت الأساليب وتنوعت في عالم الفيلم، فكانت هناك رمزية معبرة وفنون تشكيلية عبر اللوحات التشكيلية التي قالت كلمتها، ومشاهد تسجيلية وشهادات حية تم صياغتها بعين فنان له تجربة طويلة في عالم الفن والمسرح، فكان للفيلم خصوصيته وآليات تعبير التقت جميعها عند رسالتها السامية، فتكاملت أدوارها بشكل خلّاق وعبرت في ذات الوقت عن حقائق وواقع مرير.