في رحاب دمشق القديمة.. “لسّا الأغاني ممكنة”

الثورة – حسين روماني:

احتشد عدد من محبي الفن والموسيقا في قلب دمشق القديمة للمشاركة بفعالية “لسّا الأغاني ممكنة” التي نظمتها جمعية تناغم غاردينيا، في مقر مدنية ببيت فارحي، ثلاث ساعات جمعت عشاق الغناء ضمن كورال غاردينيا، تميزت بتقديم يوم غنائي جماعي مفتوح، حيث اتحدت الأصوات في تجربة فنية تهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والتفاعل الثقافي بين المشاركين.

“بيت فارحي” فن وتراث وثقافة

في تصريح خاص لـ”الثورة”، تحدث بكري زين الدين، من الفريق التنفيذي لجمعية مدنية، عن دور مقر “بيت فارحي” في دعم الأنشطة الثقافية والفنية السورية، موضحاً أنه منذ بداية تأسيس جمعية مدنية كان لديهم رؤية واضحة أن يكون هذا المكان مفتوحاً لأنشطة ثقافية وفنية تستمر في تفعيل هوية المجتمع السوري. وقال: تعاونا مع كورال غاردينيا منذ نهاية عام 2024، وكانوا جزءاً من حفل إطلاق الجمعية. ونستمر في العمل معهم للحفاظ على التراث الثقافي والفني السوري”.

 

وسيلة تواصل

محمود المحمود، أحد المشاركين في الفعالية، أوضح وجهة نظره عن دور الغناء الجماعي في التواصل بين الناس وقال: “الغناء لغة يفهمها الجميع، بغض النظر عن الفئات أو الأعراق، في هذا اليوم، تجمعنا الموسيقا لنعيش تجربة مشتركة، فالغناء الجماعي لا يعزز فقط المهارات الصوتية، بل أيضاً يساهم في بناء جسور من الفهم والتفاهم بين الأفراد”.

الفعالية لم تقتصر على الغناء فقط، بل شملت أيضاً تمارين عملية على تقنيات الغناء الجماعي،

المغنية حنين الحلبي إحدى أصوات كورال غاردينيا، خريجة المعهد العالي للموسيقا، تحدثت عن أهمية التدريبات الصوتية، مؤكدة أن هذه التمارين كانت جزءاً من التحضير لأداء جماعي متقن.

وقالت الحلبي في تصريح خاص لـ”الثورة”: “من خلال تدريبات الانتقال بين طبقات الصوت واستخدام التنفس، نسعى لتطوير قدرات المشاركين، وهو أمر ضروري ليس فقط للمبتدئين، بل لجميع من يرغب في تحسين أدائه الصوتي”.

تفاعل الماضي والحاضر

تم اختيار مجموعة متنوعة من الأغاني التي تنوعت بين الذكريات الجميلة والقيم الإنسانية. من بين الأغاني التي قدمت في الفعالية، كانت أغاني الكرتون مثل “بسمة وعبدو” إلى جانب شارة مسلسل “هجرة القلوب إلى القلوب”، التي كانت جزءاً من ذاكرة الكثير من السوريين، مؤكدة أن “الأغاني المختارة تضمنت قيماً سامية، وهدفنا من خلالها هو أن نعيد للمجتمع ذكريات الماضي الجميل ونقوي الروابط بين الأجيال المختلفة عبر الفن”.شارك الحضور بنشاط في الفعالية، إذ تفاعلوا مع الأغاني والتدريبات التي تم تقديمها. وأوضح العديد من المشاركين في تصريحاتهم لصحيفة “الثورة” أنهم استفادوا من التجربة الغنائية التي قدمتها الفعالية. وعبّر أحد المشاركين عن سعادته بالمشاركة قائلاً: “هذه الفعالية تمنحنا فرصة للتعلم والتعبير عن أنفسنا من خلال الغناء، وهذه التجربة كانت مفيدة جداً لنا”.

ثقافة وفن

تكشف فعالية “لسّا الأغاني ممكنة” أن الغناء ليس ترفاً في زمن الأزمات، بل ممارسة جماعية لإعادة بناء الثقة بين الناس، ففي اللحظة التي تتعانق فيها الأصوات داخل قاعة صغيرة في دمشق القديمة، يتحول الفن إلى مساحة تعويض رمزي عمّا فقده المجتمع من انسجام ووحدة، هذه الفعاليات لا تقدّم حلولاً لمشكلاتنا المجتمعية بقدر ما تفتح مسارات روحيّة ونفسيّة تعيد للأفراد شعورهم بأنهم جزء من نسيج واحد.

الغناء هنا يتجاوز طابعه الفني ليغدو لغة بديلة للمواساة والتعافي، إنه يربط الأجيال عبر ذكريات مشتركة، ويعيد تشكيل صورة سوريا التي لا تزال قادرة على الفرح رغم الجراح، ومن بين تصفيق الحضور وتمازج الأصوات، يظهر بوضوح أن الطريق إلى لملمة المجتمع يبدأ من مبادرات بسيطة، تزرع في القلوب يقيناً أن التعافي ممكن حين تُستعاد الروح الجماعية عبر الفن، ومن دمشق، التي لا تزال تنبض بالحياة رغم الجراح، يثبت الفن مجدداً أنه الطريق الأقصر نحو الأمل، وأن الغناء الجماعي يفتح نوافذ ضوء في قلب العتمة.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب