الثورة – همسة زغيب:
يطلّ معرض “معاً نبني الوطن” في زمن تتشابك فيه التحديات، كفسحة نابضة بالأمل، يتحوّل الفن من تعبير جمالي إلى فعل وطني، ومن الريشة إلى رسالة، ومن اللون إلى صوتٍ يعبّر عن الإنسان، ويجسّد نبض الوطن، إنه منصة حقيقية لطاقات الشباب والشابات، ومساحة تتلاقى فيها الأحلام مع الإبداع، لتُبنى بها هوية الوطن من جديد. أشرفت على تنظيم المعرض الفنانة التشكيلية حنان محمد، بالتعاون مع الجبهة الوطنية العربية التي تطرح نفسها كمشروع تنموي مجتمعي يؤمن بالعلم والعمل، ويعتمد التشاركية في بناء الوطن، ويحتضن التنوع كقيمة تُغني النسيج الثقافي والاجتماعي.
تنوّع بلا قيود
ضم المعرض أكثر من خمسين لوحة فنية قدّمها عشرون فناناً وفنانة، تنوّعت تقنياتها بين الزيت والأكريليك والفحم، وتباينت أساليب التعبير فيها، من دون قيود على القياسات أو الموضوعات، مما أتاح لكل فنان أن يعبّر عن رؤيته بحريّة، ويقدّم تجربته الخاصة في حب الوطن والإنسان. وأوضحت الفنانة حنان محمد أن المعرض يهدف إلى تمكين الشباب وتسليط الضوء على مواهبهم، وإيصال رسالة صمود وأمل عبر الإبداع، داعياً إلى تجسيد القضايا الوطنية والإنسانية بريشة واحدة تبني وطناً.
وأضافت محمد: “شاركتُ بثلاث لوحات تجسّد حالات المرأة المختلفة” القوة، الانكسار، الصمت، الصمود، والشجاعة”، في كل لوحة مساحة للتأمل، ورسائل تتجاوز الشكل لتلامس الجوهر، وتمنح المتلقي فرصة لاكتشاف الذات من خلال الفن”. تألقت إحدى اللوحات بآية النور: “الله نور السموات والأرض”، مكتوبة بخط الثلث الجلي بالحبر العربي الأسود، في تصميم متناظر يُبرز تفرد لفظ الجلالة، دلالةً على وحدة الله وامتداد نوره. أما اللوحة الثانية، فجعلت من حرف “الواو” عنصراً بصرياً وحيداً، يتكرر بألوان متعددة، ليكون رمزاً بين الفن التشكيلي والخط العربي الجليل.
الفنّ نافذة للسلام
شارك الفنان بلال الصفراوي بأربع لوحات استخدم فيها الزيت والفحم، مجسّداً الواقع بعمق وواقعية. وقال: “أعمالي تسعى لإبراز التوازن بين الروح والإنسان والطبيعة، وتحمل رسائل تأمل وسلام داخلي.” أما الفنانة نهال محمود صالح، فقدّمت لوحات أكريليك، من بينها لوحة بعنوان “سينتهي البؤس يوماً”، مستوحاة من “ليلة النجوم” لفان جوخ، وقالت: “أردت أن أقول: إن الحب والفن قادران على إنهاء البؤس، فالفن ليس مجرد ألوان، بل رسالة أمل.”واختارت الفنانة حنان محمد لوحات لفناني الزمن الجميل مثل أم كلثوم، عبد الحليم، وديع الصافي، تعبيراً عن رؤيتها لبناء الوطن من خلال الفن، مؤكدةً أن “كل فنان هو واجهة ثقافية لبلده، والفن له دور كبير في صناعة الهوية الوطنية.”
يذكر أنه افتُتح المعرض برعاية الأمين العام للجبهة الوطنية العربية مصعب حسين، وبحضور نائب الأمين العام عدنان موسى البداح وعدد من أعضاء الجبهة، ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا الدكتور محمد صبحي، ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين الفنان محمد الركوعي، ورئيس اتحاد الفنانين بريف دمشق سهيل أبو حمدان، ومسؤول مكتب الفنون والأدب في الجبهة والمشرفة على المعرض الفنانة حنان محمد، و مدير المركز الثقافي العربي في أبو رمانة عمار بقله، إلى جانب حشد من الفنانات والفنانيين التشكيليين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.