الثورة – رانيا حكمت صقر:
في رحلة مشحونة بالشغف وموهبة لا تعرف الحدود، تألقت الكاتبة والشاعرة السورية لمار أيهم حميدي، لتثبت أن للكلمة الصادقة قوة استثنائية تخترق القلوب وتترك بصمة لا تُمحى في عالم الأدب والثقافة.

فهي ليست مجرد صوت أدبي، بل هي رسالة تجسدها بإبداع ينبض بالحياة والتجدد، مفتوحة أبواب إلهامها للمواهب الجديدة وراعية لروح الإبداع السوري والعربي على حد سواء.
تبدأ حميدي سرد رحلتها لصحيفة “الثورة” مع عالم الحروف منذ سنوات الطفولة، حيث وجدت في الكتابة ملاذها الحقيقي وعالمها الأجمل، مُتخذةً من القلم رفيقاً لا يفارقها. تقول عن نفسها: “أؤمن أن للكلمة قدرة على إحياء ما خمد فينا، وأن الأدب ليس ترفاً، بل هو روح تُترجم مشاعر الإنسان العميقة.” وقد تحولت هذه الرؤية إلى نبض ثابت يدفعها للصقل المستمر لمهاراتها في الكتابة والإلقاء.
شاركت حميدي في مسابقات أدبية متعددة على المستويات المدرسية والأدبية والعربية، محققة مراتب عليا ونالت جوائز عدة منها شهادة سفراء النجاح وشهادات أفضل كاتبة في فرق أدبية متنوعة. كما تخصصت في فن الإلقاء الشعري، الذي ترى فيه “لغة الروح حين تتجسد الكلمة صوتًا وإحساسًا.” اليوم، تشغل منصب مشرفة في عدة فرق أدبية، تسهم فيها بخبرتها وشغفها، متمسكة بفكرة أن الإلهام هو رسالة يجب نقلها من جيل إلى جيل.
في خطوة مشرقة أخرى، مثلت حميدي سوريا في مسابقة “تحدي الأصوات الذهبية”، إحدى فعاليات المهرجان الدولي لملوك التميز والإبداع لمواهب الوطن العربي والإسلامي. تألقت هناك بفن الإلقاء الشعري، محققة مراكز متقدمة بفضل حضورها القوي، وصوتها المعبر، وإحساسها العميق بالكلمة.
عبرت عن مشاعرها تجاه هذا الإنجاز قائلة:
“شعوري بالفوز لا يُوصف… إنه تتويج لمسيرة من الإصرار والحلم، وشهادة بأن الصوت الصادق لا يُطفأ نوره. أهدي هذا النجاح لبلدي سوريا، ولكل من آمن بي ورافقني في طريقي نحو الحرف الجميل.”
ولم تغفل توجيه الامتنان، إذ قالت: أشكر كل من منح المواهب العربية منصة إلكترونية تليق بها، وآمن بأن الإبداع رسالة سامية تتجاوز الحدود. دعمه يشكل ركيزة في مسيرة كل مبدع، وأنا واحدة منهم.”
تختم حديثها بكلمات تعبر عن مسيرتها الفنية ومستقبلها الواعد:
“أكتب لأنني أتنفّس بالحروف، وألقي لأنني أريد أن يسمع العالم ما يختبئ خلف الصمت. ما زال أمامي الكثير لأقدمه، فالكلمة لا تموت، طالما هناك قلب ينبض بالحياة.”
بإبداعها المتجدد، تبقى لمار أيهم حميدي نموذجاً مشرفاً للأدب السوري والعربي، تبرهن على أن الإبداع الحقيقي لا يعرف حدوداً، وأن الحروف قادرة على صنع الفرق وإلهام الأجيال.