ثورة أون لاين :
الواقعية في الأدبين الروسي والعربي عنوان كتاب الدكتور ماجد علاء الدين الذي قدم فيه دراسة أكاديمية مقارنة للأدبين يظهرفيها ماهية التيار الواقعي في كلا الأدبين.
يرى علاء الدين أن ثقافة أي شعب وحضارته وفنونه وأدبه تتسم بميزات خاصة بالشعب المكون والمبدع لهذه الحضارة ولكن بغض النظر عن الاختلاف والتباعد والتمايز بين الحضارات والثقافات الإنسانية فإنه يبقى هناك العديد من السمات المشتركة فيما بينها من حيث النشوء والتكون.
وفي الكتاب يظهر علاء الدين أنه من الممكن إيجاد بعض نقاط التقاء وتقارب وموازاة بين الحضارات والثقافات الإنسانية خاصة بين الدول القريبة من بعضها غرافيا أو التي تملك علاقات صداقة وتعاون خلال مرحلة تاريخية معينة مشيرا إلى أنه في مثل هذه الحالة نجد أن هناك ميزات وسمات مشتركة تقرب الثقافات والحضارات في هذه البلدان من بعضها.
ويقف علاء الدين على تكون كل من الأدبين الروسي والعربي في نهاية القرن التاسع عشر حتى أواسط السبعينيات من القرن العشرين ودراسة مسألة العلاقة المتبادلة بينهما في هذه المرحلة مبينا صعوبة هذا الموضوع وأنه لم يسبق لأحد أن تناوله بدراسة أو مقالة صغيرة.
واعتبر علاء الدين أن ما تناوله النقاد والكتاب العرب من الأدب الروسي في الحقبة السوفييتية لم يصل إلى المستوى العلمي المطلوب ولم يكف القراء العرب للإلمام بالموضوع من كل جوانبه.
وابتعد علاء الدين عن الاسلوب التقليدي فأخذ بعين الاعتبار المراحل المختلفة في تطور الأدبين العربي والروسي حيث استشف بعض السمات والمميزات التي تجمع بينهما في مراحل تاريخية محددة تتقارب أو تتباعد أحيانا حسب الظروف التاريخية وفي هذا المجال استشهد بممثلي الواقعية الاشتراكية في الأدب السوفييتي وكتاب الواقعية في الأدب الروسي ثم تناول العديد من القضايا الجانبية والتي ساهمت في اشباع واتمام الموضوع الأساسي لافتا إلى أن الأدب العربي المعاصر كجزء من الأدب العالمي ذو تجربة قصيرة زمنيا إذا ما قورن بالآداب العالمية الأخرى وخاصة الأوروبية.
وكتب علاء الدين “أدت ترجمة الكثير من روايات وقصص الكتاب الروس والسوفييت إلى الأدب العربي وعلى وجه الخصوص نتاجات مكسيم غوركي وميخائيل شولخوف وغيرهم إلى تأثر الكتاب العرب التقدميين بنتاجات ممثلي الواقعية الاشتراكية التي استهوتهم واستفادوا منها كثيرا وخاصة من مبدأ الاخلاص للحياة وللشعب والعمل بإخلاص لخدمة قضاياه وأهدافه”.
واعترف العديد من الكتاب والنقاد العرب بحسب المؤلف بالتأثيرالكبير من جانب الأدب الروسي والسوفييتي على نتاجهم الأدبي وعن هذا التأثير غالبا ما تحدث الكتاب والنقاد العرب في مقالاتهم المنشورة في الصحف والمجلات وفي خطبهم في المحافل الأدبية المحلية والعالمية ومن هؤلاء الكتاب اللبناني ميخائيل نعيمة والعراقي محمد مهدي الجواهري والمصريان محمود تيمور وعبد الرحمن شرقاوي وحنا مينا من سورية.
ويتكون الكتاب من ثلاثة أقسام رئيسية في الفصل الأول من القسم الأول يتناول نتاج الكاتب الروسي السوفييتي مكسيم غوركي مؤسس مدرسة الواقعية في الأدب السوفييتي وتراثه بالنسبة للأدب العالمي والعربي بشكل عام والسوري خاصة.
وفي الفصل الثاني يقدم القسم الأول منه لمحة تاريخية عن تعرف العرب إلى الأدب الروسي ومن خلال ذلك يجري الكلام عن العلاقات الروسية العربية.
أما في القسم الثاني يكتب عن الادب الروسي خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين فقدم في الفصل الأول من هذا القسم لمحة سريعة عن نتاجات شولخوف وغيره من الكتاب السوفييت المتابعين لمدرسة الواقعية الاشتراكية والمطورين لها.
كما يقدم هذا القسم تحليلا لبعض نتاجات الكتاب السوريين المتأثرين بالأدب الروسي في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين كما عكس أهم المواضيع والقضايا التي شغلت اهتمام وتفكير هؤلاء الكتاب في نضالهم من أجل تكوين الأدب العربي التقدمي.
أما في القسم الثالث فيضم تحليلا أدبيا للعلاقات بين الأدبين السوفييتي والعربي وعلى وجه الخصوص الأدب العربي السوري في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين كما يعرض المسائل الأدبية الملحة بالنسبة لتطور كل من الأدبين في المرحلة الراهنة مع تحليل نتاجات الكتاب العرب الذين عكسوا أوضاع الطبقة العاملة ويتم التوقف عند موضوع أدب الحرب في الأدبين وفي آخر الكتاب ملحق للتعريف بالأعلام الذين مر ذكرهم في الكتاب المنشور في دار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع الذي يقع في 376 من القطع الكبير.
سانا