ثورة أون لاين- أحمد عرابي بعاج:
أكد الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي هولاند أن روسيا زودت قيادة التحالف الذي تقوده واشنطن ضد داعش بكامل تحركات الطيران الروسي وارتفاعها والزمان والمكان اللذين تتواجد فيهما وكذلك الأهداف التي تقصفها، ما يعني أن واشنطن تعرف ما حصل في الجو وهي وراء توريط نظام أردوغان بصراع مع روسيا مثلما ورطت غيره من قبل.
والصمت الأمريكي المريب والدعم السياسي والعسكري والمادي لتركيا له أهداف أخرى تستخدمها فيه وقت تشاء.
ولا يستبعد أن تركيا أردوغان ارتكبت بإسقاط القاذقة الروسية غلطة تاريخية وشكلت كما قال الرئيس بوتين طعنة من الخلف، أي أنه كان ينتظر من تركيا وسواها من الدول الأخرى محاربة التنظيمات الإرهابية لا مساعدتها، وهي بإسقاط القاذفة الروسية ساعدت الإرهابيين بشكل مباشر وتدخلت في سير العمليات العسكرية الروسية في سورية التي سقطت الطائرة في مجالها الجوي بعيداً عن الحدود التركية، وهو ما يسقط كل الذرائع والأكاذيب التي ساقتها الحكومة التركية لتبرير إسقاط الطائرة الروسية والتي كان منها أنهم لم يعرفوا هوية الطائرة وغير ذلك من أكاذيب.
التوريط الأمريكي لتركيا واضح حيث أن طائرات الـ«f16» الأمريكية الصنع لا تستخدم من الدول التي تشتريها إلا بإشعار من البنتاغون الأمريكي، وقد أضافت واشنطن بعداً آخر على توريط تركيا بقولها إن قتل الطيار الروسي كان دفاعاً عن النفس وذلك لتأجيج الموقف أكثر.
هذا المنزلق الذي ورطت حكومة أردوغان نفسها به تقع تبعاته على الشعب التركي الذي ابتلى بحزب وكيل للإخوان المسلمين في المنطقة وينفذ أجندتهم فحسب بغض النظر عن مصالح الشعب التركي بمختلف مكوناته وعن مصلحة الدولة التركية ذات الطابع العلماني قبل وثوب حزب العدالة إلى السلطة وتمترسه فيها.