الشــــــــــركات النســـــــــيجية تشـــــــــكو أوجاعهـــــــــــا المزمنــــــــــــة …العمالة المؤقتة حلول غير مجدية.. ولا تساعد على استقرار العملية الإنتاجية
ثورة أون لاين:
تكاد تتشابه أوجاع معظم الشركات التابعة للمؤسسة العامة للصناعات النسيجية من حيث قلة وتناقص اليد العاملة من ذوي الخبرة نتيجة تسربها فضلا عن الحصار الاقتصادي الظالم الذي طالت تأثيراته كل القطاعات الإنتاجية والصناعية والانقطاعات المتكررة للكهرباء وتأثيرها على العملية الإنتاجية وصعوبة تأمين المواد الاولية إضافة إلى أن بعض هذه الشركات تقع في مناطق كانت تصنف ساخنة كشركة الشرق للالبسة الداخلية او الشركة العامة للصناعات المتحدة او شركة وسيم للالبسة الجاهزة.
ومن بين هذه الشركات الشركة العامة للصناعات المتحدة «الدبس» التي قدرت ارباحها للعام الماضي بنحو 160,07 مليون ليرة حيث انتجت الشركة نحو3,425 ملايين متر من الأقمشة الخامية, ومن الاقمشة المقصورة 3,738 ملايين متر, و1,803 مليون متر من الاقمشة المصبوغة, ومن الأقمشة المطبوعة 1,418 مليون متر.
المدير العام للشركة علي محمود اكد ان اجمالي كمية المبيعات للعام الماضي بلغت 6,020 ملايين متر وبقيمة 2,753 مليار ليرة وبنسبة تنفيذ 76% في حين بلغت كمية الانتاج الجاهز للبيع 4,227 ملايين متر وقيمتها نحو 2,182 مليار ليرة مبينا ان هناك تناقصا في المخزون في اخر المدة عن اولها بلغت كميته نحو 1793 طنا وقيمتها 571,7 مليون ليرة مشيرا الى ان التوقفات الناجمة عن ظروف خارجة عن ارادة الشركة ومنها الكهرباء بلغت قيمته نحو 2,457 مليار ليرة وان الشركة لو توفر لها التيار لكانت خفضت الجزء الاكبر من هذه المبالغ الناجمة عن التوقفات وأضيفت الى قيم انتاجها.
فاقد كبير بالإنتاج والمبيعات
وقال محمود: الشركة تعاني من صعوبات, منها النقص الكبير في عدد العمالة والبالغ 236 عاملا بنسبة 31% عن المخطط دون المفرزين والمندبين والاحتياط من الشركة والبالغ 162 عاملاً والمفرزين والمندبين الى الشركة والبالغ 128 عاملا و73 عاملا مؤقتا لمدة ثلاثة أشهر والغياب بسبب الظروف السائدة مما أدى لفاقد كبير في الإنتاج والمبيعات, منوها الى موافقة الوزارة على اجراء عقود سنوية لتشغيل 100 عامل كأحد الحلول لمعالجة النقص الكبير في اليد العاملة.
وأشار إلى انعكاس انقطاع التيار الكهربائي والذي بلغ لنهاية العام الماضي نحو 907 ساعات تعادل 37,8 يوم عمل بنسبة 16%من الفعلي وانخفاض الفولتاج وحدوث الرفات الكهربائية مما أدى لتوقف وتعطل بعض الآلات الالكترونية الحديثة كآلة المطبعة التي توقفت من 9/ 12 / 2014 ولغاية 23/ 2 /2015 مبينا انه تم تشغيل مولدة الكهرباء لغايته 979 ساعة. مما أدى لزيادة التكلفة.
كما تعاني الشركة من النقص والضعف في الكوادر الفنية خاصة في مجال الالكترونيات الدقيقة ونقص وتوريد الغزول من الشركات الصانعة وارتفاع أسعارها مما سبب إرباكات وأخّر في استجرارها وصعوبة وخطورة وصول سيارات نقل الغزول والمحروقات والأقمشة.
وادت الظروف الراهنة الى تراجع في السيولة المالية وعدم تسديد معظم الجهات العامة لالتزاماتها تجاه الشركة بالإضافة الى التشابكات المالية مع جهات القطاع العام وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والمحروقات بشكل كبير جداً وعدم معالجة موضوع مؤسسة حلج الأقطان بالنسبة للفوائد المتعلقة بمخازين ما قبل 30/6/ 2000 والخسائر الناجمة عن ذلك وعدم معالجة موضوع زبائن قطاع خارجي وما يتعلق منها بموضوع طلبيات المقايضة ( كبريت + نفط ) مع العلم أن كافة الوثائق كانت تتم عن طريق حساب المؤسسة وعدم معالجة موضوع المديونيات المترتبة على الشركات العراقية من قبل المؤسسة النسيجية كما يتم احتساب قسط اهتلاك الآلات بنسبة10% لمدة 10سنوات.
وأوضح محمود وجود صعوبات تسويقية كارتفاع أسعار الأقمشة بسبب ارتفاع (سعر الغزول ومستلزمات الإنتاج الأخرى ) واحتسابها على أساس سعر صرف الدولار المتغير يومياً وصعوبة ومخاطر إيصال الأقمشة للجهات الطالبة والذي يؤثر سلباً على التسويق وقدم الآلات مما يعيق إنتاج أصناف حديثة ومتطورة تلبي أذواق المستهلكين وانعدام التصدير بسبب ارتفاع الأسعار وعدم وجود وكلاء للبيع في الخارج وبسبب الظروف الراهنة.
حلول ومعالجات
واقترح مدير الشركة لحـــل هذه الصعوبـــــات على صعيد المجال الإنتاجي المساعدة بتأمين العمال و الحماية اللازمة للشركة وتأمين مستلزمات الإنتاج والعمل و ضمان استقرار التيار الكهربائي ومنع انقطاعه منعاً لتوقف الأنوال والآلات وتأمين كوادر خبيرة خاصةً من الكيميائيين والفنيين في مجال الإلكترونيات الدقيقة وتجديد قسم الغزل مّما يوفر الغزول ومن كافة النمر وينعكس إيجاباً على تخفيض التكاليف وتحسين النوعية.
وان يتم التعويض على الشركة جرّاء ما لحق بها من أضرار ( مباشرة وغير مباشرة) بسبب الأعمال الإرهابية وحل التشابكات المالية مع الجهات العامة الأخرى والسعي مع الجهات الوصائية لحل مشكلة الديون على الشركة من قبل مؤسسة حلج وتسويق الأقطان وشركات الغزل وتمديد فترة قسط الاهتلاك من(10 إلى 20) سنة لشركات النسيج ( التي تحتوي أنوال وآلات تجهيز نهائي حديثة ) أسوةً بشركات الغزل.
وفي المجال التسويقي اقترحت ادارة الشركة تأهيل وتدريب الكادر التسويقي بدورات مركزية ليكون قادرا على القيام بمهمة الترويج والتسويق داخلياً وخارجياً ودعم الصادرات النسيجية والمساعدة من الجهات الوصائية للتصدير وضرورة بيع الغزول للشركات العامة المنتجة للأقمشة بأسعار مقبولة وعدم ربطها بسعر صرف الدولار المتغير يومياً والسعي لتعديل القوانين والأنظمة المعيقة لعمل أجهزة الإدارة في: التخطيط والإنتاج والتسويق وإعطاء صلاحيات حقيقية وحرية للإدارة في التخطيط لرسم استراتيجيات تحقق ريعية اقتصادية ممكنة.
وسيم: إنتاج أصناف جديدة
اما الشركة العامة للألبسة الجاهزة «وسيم» ورغم كل الظروف الصعبة سواء بتعرضها لقذائف المجموعات الإرهابية وتعرض عمالها لمخاطر حقيقية في المليحة, لكنها استمرت بالإنتاج والعمل وحققت قيم إنتاج ومبيعات تجاوزت المليار ليرة رغم النقص في العمالة وسعي الإدارة للحصول على موافقات من الوزارة لعقود تشغيل موسمية لدعم العملية الإنتاجية.
وأوضح هيثم زاهر المدير العام للشركة ان إنتاج قسم الخياطة لغاية كامل العام الماضي بلغ نحو 346561 قطعة من أصل المخطط والبالغ 543434 قطعة وبنسبة تنفيذ 55% في حين بلغت كمية الإنتاج الجاهز نحو 512610 قطع وقيمتها 1 مليار ليرة وبنسبة تنفيذ200% للقيمة و86% للكمية في حين سوقت الشركة كمية 519949 قطعة وبنسبة تنفيذ بلغت 87 % وبقيمة 1,011 مليار ليرة وبنسبة تنفيذ 201% وتناقص مخزون الشركة بكمية 7339 قطعة عن أول العام وقيمتها 3,733 ملايين ليرة لافتا الى أن الشركة تعمل على تنشيط حركة تسويق المخزون ومتابعة عمل ونشاط صالات البيع التابعة لها من بداية العام مبينا انه تم الطلب من رؤساء الصالات ترتيب المنتجات الموجودة وبما يجذب الزبائن، والعمل على وضع قوائم بأصناف الموجودات وتاريخ إنتاجها على أن يتم تقييم الموجودات والتخلص من القديم مؤكدا على المتابعة و التنسيق مع الأقسام الإنتاجية لإنجاز طلبيات الجهات العامة لتسليمها في مواعيدها المحددة ودون أي تأخير.
وأشار زاهر إلى أن الشركة تراسل الجمعيات التعاونية الإنتاجية المهتمة بصناعة الألبسة الجاهزة، وكذلك المؤسسات العامة (الاستهلاكية والاجتماعية العسكرية و السندس) لبيان إمكانية تشغيل أي أصناف لديها يتعذر تشغيلها او تامين احتياجات الشركة من أصناف الألبسة المتوفرة لديها او تأمين مستلزمات إنتاج متوفرة لديها وكذلك مراسلة شركة الشرق العامة للألبسة الداخلية والشركة الصناعية لخيوط النايلون والجوارب لتأمين احتياجاتها من أصناف الإنتاج المتوفرة وبما يضمن توفر تشكيلة سلعية مناسبة في صالات البيع التابعة للشركة ترضي حاجة زبائن الشركة خلال العام الحالي.
جهزت الشركة خط جاكيت طقم مدني و أصبح جاهزاً وتم بدء العمل فيه منذ 16/ ا/ الماضي ويمثل نقلة نوعية وتوجد دراسة لموسم المدارس ( ابتدائي / اعدادي/ثانوي) والعمل على اختيار نماذج جديدة من السوق مواكبة الموضى.
وبيّن زاهر بأن الوضع الفني جيد، ويتم إجراء الإصلاحات والصيانات اللازمة للآلات والتجهيزات في حينها وبما يكفل حسن سير العملية الإنتاجية دون أي توقفات من خلال المتابعة الدائمة لعمل الورش الفنية وبما ينعكس إيجاباً على العملية الإنتاجية والتسويقية.
الشرق: لا ريعية للعقود الموسمية
أما بالنسبة للشركة العامة للألبسة الداخلية «الشرق», قال مديرها العام المهندس حسام الشلحة, إن مشكلة العمالة هي أهم المشكلات التي تعانيها الشركة رغم موافقة الوزارة على تعيين أكثر من 150 عاملاً على خطوط الإنتاج بموجب عقود لمدة ثلاثة أشهر غير ان ذلك يبقى كحلول جزئية لا تغير من طبيعة المشكلة ولا تنهيها بسبب أن المدة الزمنية للعقد تشكل مرحلة تعليم للعمال الجدد ولا يمكن الاستفادة منهم إلا بالحدود الدنيا نتيجة قصر فترة العقد المحددة بثلاثة أشهر وبعدها تعود الشركة للمعاناة ذاتها مع مشكلة نقص العمالة ومن جديد نعود للتعيين لمدة ثلاثة أشهر وهذا لن يساهم بحل المشكلة من جذورها.
وكشف الشلحة انه رغم الواقع والظروف الصعبة نتوقع من الشركة تحقيق ربحا لهذا العام بحدود 15 مليون ليرة واستطاعت ان تسوق بقيمة 993,2 مليون ليرة وبنسبة تنفيذ بلغت 76% وان تنتج بقيمة 901,433 مليون ليرة وبنسبة تنفيذ 58% للقيمة من أصل الكمية المخططة والبالغة قيمتها نحو 1,5 مليار ليرة مشيرا الى انخفاض قيمة المخزون بشكل ملحوظ قياساً إلى مخزون بداية العام الماضي المقدر بنحو 355 ألف دزينة حيث انخفض إلى 301 ألف دزينة.
وتسويقيا قامت إدارة الشركة بتخفيض أسعار منتجاتها من الألبسة الداخلية وتقديم التسهيلات للجهات العامة التسويقية والمراكز التابعة لها.
عن صحيفة الثورة