ثورة أون لاين – مصطفى المقداد:
زيارة جديدة، وتأكيد متجدد في لقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية مع ستيفان دي مستورا المبعوث الأممي الخاص الى سورية، وموقف واضح من آلية الحوار المرتقب في جنيف في الخامس عشر من نيسان الجاري، والسوريون وحدهم من يقررون مستقبلهم بإرادتهم،
ولا شروط مسبقة على الحوار الذي سيبحث فيه السوريون شؤونهم الداخلية دون تدخل خارجي أو فرض إرادة خارجية، فهل يمضي الحوار وفق هذه الرؤية؟.
ستحاول السعودية ووفدها بالتأكيد تعطيل الأمر إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وسيكون الموقف الأميركي متعامياً عن ممارسات آل سعود في الوقت نفسه، فقد اعتاد الأميركيون أن يغضوا الطرف عن تدخلات آل سعود وأردوغان وغيرهم خلال الفترة السابقة، وتجاهل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن وخاصة القرار 2253 المتعلق بتجفيف منابع الإرهاب ومتابعة مصادره وتمويله، فالإدارة الأميركية تدرك قبل غيرها الدور الأردوغاني المستمر في دعم الإرهاب وتقديم المساعدات الاستخباراتية واللوجستية لجبهة النصرة وداعش في الشمال السوري، وهي تدرك قبل غيرها استمرار آل سعود في دعمهم وتمويلهم أيضاً، فضلاً عن الدور السعودي الفاضح والتدخل السافر في الشؤون الداخلية خلافاً لميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، فهل يمثل هذا مناخاً ملائماً لحوار جاد وبناء في جنيف؟
سورية ووفدها الوطني تمتلك رؤية واضحة للحوار ولمستقبل الوطن تستند الى الحفاظ على السيادة واحترام قرارات الأمم المتحدة وهي كافية من حيث المبدأ للوصول الى نتائج وقرارات تحفظ وحدة وسيادة الأرض السورية، وهي جاهزة لتقديم الضمانات التي تسمح بتنفيذ كل تلك القرارات في حال حافظت على وحدة سورية وسيادتها بالتأكيد، وبذلك فإن القوة الوطنية الفاعلة تمثل الضمانة الوحيدة لتنفيذ قرارات توافقية، فيما تبقى الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة مطالبة بتقديم الضمانات التي تسمح بالالتزام من جانب المجموعات التي تمثلها، وذلك الأمر موضع الاختبار؟!