ثورة اون لاين-أحمد عرابي بعاج
جون كيري وزير الخارجية الأميركي يتلو بيان مؤتمر جنيف حول سورية ويؤكد أن المجتمعين اتفقوا على كذا وكذا من خطوات في سورية لمكافحة الإرهاب وخاصة تنظيم داعش وتنظيم النصرة وزيادة فاعلية المساعدات الإنسانية ودعم وقف العمليات القتالية في سورية لتصبح وقفاً دائماً لإطلاق النار..
يقول ذلك جون كيري ولا أرى أي قناعة على وجهه فيما يقول، فقد اعتادت واشنطن على عدم الالتزام بما يلتزم به المجتمعون أياً كان نوع الاجتماع حتى ولو في قرارات من مجلس الأمن التي تأخذ طابعاً إنسانياً أو يتعلق بإنهاء حالة حرب أو ما يتعلق منها بالإرهاب على وجه التحديد ولكن….
واشنطن ذاتها هي التي لا تلتزم بتطبيق ما يتم الاتفاق عليه في المحافل الدولية ويبدو ذلك واضحاً في الحالة السورية التي ليست استثناءً عن ممارساتها ودعمها للإرهاب العالمي.
وهي أيضاً التي تشجع أطرافاً أخرى على عرقلة تنفيذ ما اتفق عليه بل وتزيد عليه بدعم المجموعات الإرهابية واستثمارها هنا وهناك، وهي في الحالة السورية تستثمر داعش خارج حدود التداخل بين المجموعات الإرهابية وتستثمره داخل الأراضي التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية بالاستفادة من وجود جبهة النصرة بينها وترفض عزلها بل تسعى للتوافق معها من خلال وكلائها في دوحة التآمر وتركيا حزب أردوغان.
أما الحديث عن الالتزام بحل المسألة السورية ووقف معاناة الشعب السوري فالأجدى بواشنطن وحلفائها الغربيين والآخرين وقف الحصار الجائر عن الشعب السوري أولاً وهي الخطوة التي أرهقت المواطن السوري وجعلت من مسألة النزوح حالة دولية وتأتي الآن لتتباكى مع المتباكين وتسعى.. لفظياً في الدعوة إلى زيادة فاعلية دعم الحالات الإنسانية وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وهي تنسى أنها ومن معها هم من أوصلوا الشعب السوري إلى ما وصل، والأخطر ما يخفيه خلفه من نوايا وأهداف غايتها دعم المسلحين وليس المدنيين.
وفي النهاية فأي التزام وأي موقف أمريكي هو الذي يعبر عنه الوزير كيري عندما يقرأ بيان فيينا اليوم, الالتزام فعلاً بالحل السياسي أم بدعم الإرهابيين الذين تسابقت أدواته لإعلان استمرار دعمها العسكري لأولئك الإرهابيين..!!