ثورة أون لاين- خالد الأشهب:
قال جون برينان في مقابلة حصرية لتلفزيون العربية أمس، إنه يعتقد بأن الـ 28 صفحة السرية من تقرير لجنة التحقيق بهجمات 11 أيلول ستُكشف للعامة، ما سيؤكد عدم تورط الحكومة السعودية في ذلك الهجوم.
فإذا كان رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يعتقد.. فمن إذاً يستطيع أن يجزم أن التقرير سيكشف للعامة أم لا ؟.. وبالأصل، إذا كان التقرير لا يدين السعودية وحكامها فلماذا إخفاؤه والتغطية عليه؟؟
وقبل هذا وذاك، هل يلزم أن يكتب ملوك السعودية وأمراؤها وثائق إدانتهم بخط أيديهم كي نتهمهم بالوقوف وراء الإرهاب في العالم.. أم إن قادة أميركا وسياسييها نسوا أن الإرهاب أفكار وليس لوائح اسمية وأوامر عمليات؟
البراغماتية المفرطة التي تصل حدود الدجل والرياء والتهريج السياسي، والتي تجلل تصريحات القادة الأميركيين أحيانا، تمنح قارئها شعوراً بأن أغبى رعاة الإبل في الربع الخالي أكثر ذكاء من كبير باحثين في مركز أبحاث أميركي.. إذ كيف لرئيس الاستخبارات الأميركية أن يعتقد أن حكام السعودية، ومهما بلغوا من الجهالة والغباء، يمكن أن يشرفوا مباشرة على العمليات الإرهابية التي يدبرونها أو يوحون بها، أو أن يتركوا آثاراً شخصية فيها تدينهم وتدل عليهم؟
واضح تماماً أن البقرة السعودية الحلابة لم تجف ضروعها بعد، وأن الدجل السياسي الأميركي لم يستنفد أهدافه.. وأين الخسارة إذا كان الإرهاب عربياً إسلامياً والدماء التي يسفكها عربية وإسلامية مثله.. فلتحلب البقرة إلى آخر قطرة فيها قبل ذبحها!