ثورة أون لاين – خالد الأشهب :
مع أن البريطاني ديفيد كاميرون كان قد وعد أردوغان قبل أيام قليلة فقط، بقبول تركيا في الاتحاد الأوروبي عام 3000 للميلاد،
ومع أن عمر الاتحاد الأوروبي وعمر تركيا وعمر أردوغان لن يطول إلى ذلك العام، إلا أن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي صدمت أردوغان وأصابته بالغثيان فخرج يهذي!
فبعنجهية اخوانية باتت معروفة، اكتشف أردوغان أن تمنع الاتحاد الأوروبي عن ضم تركيا إلى صفوفه ليس لعلة تركية ، بل لعلة أوروبية هي عنصرية هذا الاتحاد وسياسات «الإسلاموفوبيا» المتصاعدة فيه، فلم يتردد في توجيه التهديد المبطن له: «بأن التفكك ربما يكون حتميًا ما لم يغير الاتحاد سياساته»!!
ورغم أنه يتعلق بأحذية الأوروبيين منذ العام 1987 ويستميت للتسلل إلى اتحادهم، بل ويؤجر نفسه وبلده لهم في محاولة لإرضائهم، إلا أن اخوانيته المتورمة توهمه بأنه يخاطب «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» لصاحبه يوسف القرضاوي حين يقول: «ستأخذ تركيا مكانها الطبيعي ضمن الاتحاد الأوروبي إذا ما كان هذا الاتحاد صادقًا مع نفسه ، وفعل ما هو مطلوب منه على وجه السرعة»!!
هل ثمة ما هو أكثر بجاحة من منطق «الشحاد المشارط» الذي يتحدث به أردوغان وكما لو أن اتحاد الأوروبيين جزء من إرث أبيه وله فيه مكان «طبيعي»، بل وكما لو أنه الأستاذ في مدرسة التلاميذ الأوروبيين؟
ليس هذا وهم أردوغان وحده فحسب، بل وهم كل الوهابيين التكفيريين من أمثاله، القابعين في قعر الحفرة وأوحالها .. لكنهم يتوهمون النظر إلى العالم من ذروة الجبل؟؟