ثورة أون لاين:
آية العجز والفقر المدقع.. أن نشعر ولو للحظات أن ثمة اختلافاً حقيقياً بالنسبة لنا أن تغادر بريطانيا اتحادها الأوروبي أو تظل فيه، وآية السذاجة والبساطة والترهل السياسي أن نتوهم ولو لمرة واحدة أن إحداثياتنا الإيجابية في هذا العالم يمكن أن تقررها احداثيات بريطانيا المنسحبة من اتحادها أو الباقية في الناتو أو غيره!
قلت لصديق إعلامي كبير أمس أن بريطانيا داخل الاتحاد هي بوابة أميركا للهيمنة على أوروبا وقرارها ومن خلالها على العالم.. وثمة أبواب أخرى، وخارج الاتحاد هي الحليف الأقرب والأقوى لأميركا للهيمنة على العالم ومن ضمنه أوروبا.. وثمة حلفاء آخرون، أما الناتو فهو في الأصل أميركا وبريطانيا.. والبقية هم من طالبي الحماية لا أكثر!!
بريطانيا تاريخ طويل و «عريق» من الاستعمار والقهر يلف العالم.. باتحاد أوروبي أو من دونه، وأميركا مثلها وأسوأ، والاتحاد الأوروبي مؤسسة دولية للنهب العالمي المنظم.. ببريطانيا أو من دونها، وأميركا مثله وأسوأ، والكثيرون حول العالم من دول ومجتمعات أفلتوا من «دماثة» هذا الوحش أو «كياسة» ذاك وخرجوا إلى أنوار الحرية والسيادة والبناء.. إلا أعرابنا
الغرب عامة، داخل اتحاده الأوروبي وحلفه الأطلسي هو وحش كبير ضار .. وخارجهما هو وحوش صغيرة ضارية متحالفة، فإما نابان عملاقان وإما أنياب أصغر منها.. وكلها في المحصلة جارحة، فلا هي اختلفت ولا اختلف اللحم الذي تنهشه؟
أظن أن الأمر يتصل بمرحلة جديدة يحاول التوحش الرأسمالي خلالها استبدال برقعه وإطالة عمره وتعويم نموذجه مجدداً.. وإيهام الآخرين بأنه يتحول ويختلف؟
خالد الأشهب