ثورة أون لاين:
هذه المرة، يأتي تقرير لجنة «شيلكوت» الخاص بالتحقيق في الدور البريطاني باحتلال العراق 2003 كفيلم انكليزي طويل وممل ومنافق، مؤلف من مليونين وستمئة ألف كلمة لا تزال تكتب منذ العام 2009،
ولم تقل واحدة منها أن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الحين أنه كان، على الأقل، مخطئاً.. بل قالت كان فقط مبالغاً في تقدير ضرورات الحرب!
وعلى هيئة هندام «حضاري إنساني» يذرف دموع التماسيح، خرج طوني بلير ذاته في أعقاب الإعلان عن التقرير ليعتذر ويأسف لما جرى.. وليكرر أنه تصرف بحسن نية خالصة ووفقاً للمصالح البريطانية العليا.. وأنه لو عاد به الزمان ثانية إلى الوراء لاتخذ القرار نفسه! رغم أن مئات الآلاف من العراقيين قتلوا بسببه وشرد وهجر الملايين منهم.. وفتح أبواب جهنم الإرهاب على حد اعتراف صحيفة الغارديان!!
ومع أن التقرير يصف بلير بالكذب والعمى ويتهم الاستخبارات البريطانية بالتقصير والفشل.. إلا أنه يفعل ذلك من موقع الحرص على الدور البريطاني العالمي والحرص على توفير متخذي قرارات أفضل فيه.. لا من موقع التوبيخ والتأنيب والمحاسبة؟
بالطبع، لن يغير هذا التقرير ولا غيره أياً من الحقائق على الأرض في العراق، لكنه، وهذا أسوأ ما فيه، يؤسس لتكرار الممارسات السياسية البريطانية ذاتها.. والتي تتكرر على أي حال منذ اكثر من مئة عام، وتحت عناوين النية الحسنة والمصالح العليا لبريطانيا، بل وبثمن بخس… دماؤنا واعتذاراتهم!
خالد الأشهب