تعافت بزيادة جرعات العمل الخيري والتطوعي بدل الأشعة والعلاج الكيميائي والجراحي.
الثورة التقت المهندسة لميا الحصري عضو ومؤسس الجمعية السورية لسرطان الثدي لتحدثنا عن رحلتها الشاقة مع سرطان الثدي وكيف تحدث المرض وقهرته قائلة:
أنا ابنة المهندس يحيى الحصري ومن عائلة مؤلفة من 11 ولداً وأنا تخرجت مهندسة إلكترون اختصاص حواسب عام 1977.
أصبت عام 1998 بسرطان الثدي الذي اكتشفته بالمصادفة وهو مع الأسف في مراحله المتقدمة وبعد التأكد من التشخيص السريري والتشريح المرضي تم استئصال الثدي والعقد اللمفاوية تحت الإبط بشكل كامل وهنا بدأت مرحلة جديدة من حياتي.
خلال فترة العلاج القاسي سقط شعري واستعضت عنه بشعر مستعار وفي أحد الأيام الحارة دخلت إحدى الغرف في بيت أهلي ورفعت الشعر المستعار عن رأسي فإذا بأولاد إخوتي الشباب يدخلون الغرفة فجأة وشاهدوني دون شعر عندها شعرت بارتباك وحرج شديدين فخرجوا مندهشين وفي اليوم التالي عادوا إلى منزل أهلي وقد حلقوا شعرهم بالكامل لكي لا أشعر بالخجل أمامهم ولا أضطر لوضع شعري المستعار أمامهم.. وهذا جزء من الدعم العائلي لي, كما كان زوجي وأفراد عائلتي يعملون جميعاً على رفع معنوياتي كي أكون بحالة نفسية عالية.
بعد انتهاء علاجي وشفائي والحمد لله تعالى بدأت بالعمل في الدعم النفسي ورفع المعنويات للنساء المصابات بسرطان الثدي.. لأن الحالة النفسية الجيدة تساعد على الشفاء وتجاوز تلك المرحلة الحرجة
عام 2007 كنت أحد المؤسسين للجمعية السورية لسرطان الثدي ومازلنا في مجلس إدارة الجمعية نقيم ندوات توعية وتثقيف حول سرطان الثدي وطرق كشفه إما بالفحص الذاتي أو بإجراء صورة ماموغرام وإيكو.. وذلك من أجل كشفه مبكراً وبالتالي الوصول إلى نسبة عالية من الشفاء ويزداد عدد الندوات التي تقيمها الجمعية خلال شهر آذار حيث فيه الاحتفال بعيد الأم وفي الشهر العاشر أيضاً ضمن الحملة الوطنية للوقاية من سرطان الثدي والمتزامنة مع الشهر العالمي للتوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي ونؤكد خلال الحملة الوطنية على أهمية الفحص الذاتي والسريري بعد تطور المفاهيم التشخيصية والعلاجية الجراحية والشعاعية والكيميائية والمعالجة الهدفية والمناعية.
وخلال كل ندوة وبعد محاضرة الأطباء كنت أنا وزميلتي من الناجيات من سرطان الثدي نتحدث عن تجربتنا هي بكشف مبكر لسرطان الثدي عندها وأنا بالكشف بمراحل متقدمة فهي لم تخضع للعلاج الكيميائي ولا للأشعة أما أنا فقد خضعت للعلاجين الشعاعي والكيميائي ..
لذلك وفي نهاية كل ندوة نطلب من النساء الحاضرات الكشف المبكر عن سرطان الثدي لكي لا يصلوا إلى المراحل المتقدمة التي عانيتها.
وفي كل ندوة أيضاً نؤكد أن التصوير الماموغرافي سهل وفعال وغير مؤلم يستغرق عدة دقائق فقط، ويلعب دوراً هاماً في التشخيص المبكر لسرطان الثدي ويزيد من فرص شفائه.
السيدة لميا الحصري تردد دائماً: صارعت مرض سرطان الثدي وقهرته وأجبرته على تغيير مساره ،السرطان ملّ سجنه في صدري لكنه غادره إلى غير رجعة تعافيت من سرطان الثدي بزيادة جرعات العمل الخيري والتطوعي .
حاربت مرض سرطان الثدي عدو النساء الأول بالتوعية والتثقيف والدعم المادي والمعنوي فجعلته هباء تذروه الرياح.
إن ثروة الإنسان في حب الآخرين ونشر السعادة في قلوبهم.
وشعار المهندسة لميا الحصري قول السيد الرئيس بشار الأسد: إن عمل الإنسان وإنتاجه لمصلحة وطنه هو الوسام الحقيقي .
ختاماً نتمنى للسيدة المهندسة لميا الحصري دوام الصحة والعافية وأحب أن أقول لها رسالتك يجب ألا تطوى نذكرك لنشكرك..
حقاً.. تستحقين وسام الاحترام والتقدير.
التاريخ: الأربعاء 10-10-2018
رقم العدد : 16807