ثورة أون لاين-ديب علي حسن:
خمسة وأربعون عاما على نصر تشرين التحرير، مرت والذكرى باقية غالية، كلما أرادوا طمسها تعود لدفقها وكأنها بالأمس، كانت نقطة التحول والانعطاف في المشهد العربي والعالمي، ولو لم تكن كذلك، ما كانت هذه التحولات الكبرى التي صدعت الكثير من أساليب الهيمنة،
وجعلت أعتى القوى العسكرية في العالم تراجع حساباتها، وتعيد صياغة مخططاتها للهيمنة على المنطقة واستغلالها.
الكيان الصهيوني الذي تلمس الحقيقة وعرف أنه كيان زائل وزائف، عمد إلى الفعل والمباشرة بإعداد ما يمكنه فعله من أجل ضرب النتائج التي حققها نصر تشرين، ولن نعدد الكثير من المؤامرات والحروب التي خاضها لفعل ذلك، نجح في أماكن وأخفق في أخرى، ربما يظن البعض أنه نجاح دائم ومستمر، لذلك كانوا أكثر منه انقلابا على النصر، نعني أعراب الردة المرتجفين خوفا من كل نصر تحققه سورية، ومضوا (الأعراب) في ركب الشيطان الأميركي، المسخر لخدمة الكيان الصهيوني.
اليوم وبعد ما يقارب نصف قرن، وبرؤية سريعة من خلال ما يجري على أرض الواقع، تظهر الحقائق جلية واضحة، إنه نصر سوري بامتياز، كتبه الدم السوري، وصانه وحماه، وقدمه هدية لكل العرب، لاشك أن الكثيرين من العرب شاركوا بصنعه، جنود أبطال ننحي لهم، لكن من المؤسف أن حكوماتهم، خانت دماءهم، لم تعرف كيف تصونه، كيف تبقى بهية نقية مع الكرامة السورية.
من أجل كسر هذه الإرادة كانت الحرب على سورية، وكان العدوان من قوى الشر بمال ممالك النفط، ولكن النتيجة كانت غير ما يريدون، ظنوا أنهم فعلا كسروا إرادتنا، لكنها الحقيقة سطعت بهية جلية، واضحة، النصر يتجدد ويتجذر، ونمضي إلى أبعد من تشرين، إلى انتصارات غيرت مجرى العالم، ونعرف كيف نصونها ونحميها، ونعيد الألق.