لعل الاكتفاء الذاتي الذي كان حاضراً في سورية فيما يتعلق برغيف الخبز كان عاملاً أساسياً من عوامل الصمود حتى أنه أغاظ أعداء سورية والمتأمرين عليها بدليل أن جزء كبيراً من الاستهداف الذي كان يقوم به الإرهاب خلال الحرب
تركز على الصوامع ومراكز الحبوب والأفران.
الدولة السورية والتي أدركت منذ سنوات طوال أهمية رغيف الخبز واعتبرته خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه أو التهاون في أمر يخصه استطاعت خلال الحرب الحفاظ على هذا الخط ولم تسمح بأي تهاون فيما يخص الرغيف الذي ظل طوال هذه الفترة مدعوماً بامتياز حتى أيامنا هذه على الرغم من تراجع موجة الدعم في مجالات أخرى ليبقى الخط الأحمر الخاص بالرغيف.. إن هذا الدعم وبلا شك له إيجابيات كثيرة إلا أنه ثمة بعص السلبيات التي لها علاقة بأن هناك مستفيدين من الدعم الذي تقدمه الدولة بشكل شخصي وهم يحققون الأرباح لجيوبهم الخاصة من المليارات التي تنفقها الدولة لدعم رغيف الخبز والحفاظ على الخط الأحمر. الأمر الذي كان مثار نقاش طويل، تضمن اقتراح حلول وسيناريوهات عديدة لم يطبق شي حتى اللحظة.. وزير التجارة الداخلية كشف أنه لن يتم تركيب أي خطوط إنتاج جديدة في المخابز ضمن خطة تعديل حجم رغيف الخبز ولن يكون هناك أي تكاليف إضافية لهذا المشروع. موضحاً أن التجربة سوف تقتصر على تعديل تقني في آلة القطاعة وآلة الترقيق لتصغير قطر رغيف الخبز، حيث إن قطر رغيف الخبز الحالي هو 35 سم والتعديل سوف يكون تصغير القطر ليصبح 25 سم، مشيراً إلى أن الوزن لن يتغير للربطة الواحدة وسيبقى كيلو غرام واحداً ولكن عدد الأرغفة سيزيد من 7 أرغفة ليصبح نحو 11 رغيفاً، مشيراً إلى أن هذه التجربة لا تزال قيد الدراسة، ولن يصار إلى تعميمها على كل مخابز سورية لحين الانتهاء منها والتأكد من أنها حققت النتائج المطلوبة منها كما أنه سيتم العمل لتحسين نوعية الرغيف ليصبح كالخبز السياحي من ناحية الجودة وليس الحجم فقط. وبين الوزير أن الهدف من تصغير حجم رغيف الخبز جاء بعد عدة دراسات ومتابعات تبين خلالها وجود هدر كبير في الخبز نتيجة كبر حجم رغيف الخبز وعند الحصول على نتائج هذه التجربة والتأكد من نجاحها سيصار إلى تعميمها على جميع المخابز في المحافظات.
خلاصة القول من الضروري الحفاظ على الخط الأحمر الذي كان طوال الفترة الماضية عاملاً أساسياً من عوامل صمود السوريين.
على الملأ
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 12-10-2018
رقم العدد : 16808