يصادف منتصف الأسبوع المقبل يوم الغذاء العالمي، وبهذه المناسبة يحضرني هذا الكم الهائل من المخالفات الذي يتم ضبطه بشكل يومي بحق كثير من المواد الغذائية وغيرها والمنتشرة في أسواقنا يوماً بعد يوم،
والقادمة من ورش ومعامل تصنيع منها ما تم اكتشافه ضمن منازل وأقبية مختبئة ومنها ما يعمل في وضح النهار، وغالباً ما توجه أصابع الاتهام نحو المواد المجهولة المصدر وهذا ضروري، إلا أنه ثمة ما هو أعظم وتحديداً ما يخص التصنيع المحلي العشوائي المخالف للقانون وللمواصفات بعيداً عن أعين الرقابة.
وهنا علينا الإشارة إلى حجم الضرر الذي تسببه تلك المواد المصنعة عشوائياً على الصحة، ولا سيما مع انتشار وزيادة أعداد المصابين بأمراض السرطان زيادة تستحق الوقوف والتمعن بحل مجدٍ يمنع ويحد من مواد وتركيبات ضارة بالصحة يتم استخدامها في تصنيع بعض أنواع الأغذية، ومنها ما ثبت بالدليل القاطع أنه مسرطن ومحظور من الاستخدام إضافة لما يتعلق بطرق التخزين ومكان وأدوات التصنيع، وهذا بالتأكيد لا يصب في مصلحة المنتج الوطني السوري الذي يتمتع بمواصفات قياسية بل أنه يؤثر على سمعته.
ومع إقلاع كثير من المعامل سواء العامة أم الخاصة ثمة أمل وتفاؤل خصوصاً لجهة أن تتابع تلك المعامل والمصانع عملها بما يتيح لأسواقنا أن تحظى بمنتجات وسلع ضمن مواصفات قياسية وأسعار مناسبة وبالتالي الحد من انتشار المواد المغشوشة، ومنها ما يتم تقليده وتزويره بأسماء ماركات معروفة بطرق حديثة يصعب كشفها، مع الإشارة إلى أن ضعف القدرة الشرائية للمستهلك كان أحد أسباب زيادة عدد المخالفات والممتهنين للغش لاستغلال حاجته لسلعة تناسبه وتوفر على جيبه شيئاً من أعباء الحياة اليومية.
لطالما حضر الغذاء على طاولة الجهات الحكومية واعتبرته الدولة ضمن الخطوط الحمر في سورية وهذا أمر لا لبس فيه؛ إلا أنه لا بد من العمل وبذل مزيد من الجهود وتطوير آلية العمل الرقابية على السلعة من حيث الأدوات والقانون، وتحمل المسؤولية من قبل الجهات المعنية من جهة والمنتج والمصنع من جهة أخرى، كما أن للمستهلك دوره في حماية الغذاء والسلعة من خلال الإضاءة على المخالفة باعتباره نقطة التماس الأولى مع السوق.
الكنز
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 12-10-2018
رقم العدد : 16808