الحرب في خواتيمها، وإن لهثت واشنطن لغرز أنياب جشعها في الشرق السوري وجهدت لتفخيخ سكة تحريره وتلغيم طروحاتها لتبرير وجودها الاحتلالي تارة عبر دحر (داعش) وتارة أخرى بتسويق اكاذيب ايجاد حلول سياسية لم تسأم من اجترار سيناريوهاتها الفجة،
وإدلب ستعود للسيادة السورية وإن ارتدى اردوغان أقنعة خداعه، و ذرغبار التعمية بأن اتفاق إدلب تخطى مرحلته الأولى بنجاح، محاولاً الإيهام بأنه يسبح عكس تيار إرهابه وضد أطماعه التوسعية بالأرض السورية ملتزماً ببنود الاتفاق.
وعلى حافة نهاية الإرهاب في سورية يصل منسوب الدجل السياسي الغربي ذروته ويرتفع صخب المهاترات للتشويش على الانتصار السوري المنجز على مد أعين اميركا وتركيا و(اسرائيل) ومن يسير في ركبهم من أنظمة أعرابية لم تتوان عن مد الارهاب بسبل اجرامه ليس في سورية وحسب وإنما على امتداد خريطة محور المقاومة.
وفي تفاصيل مشهد رعاة الارهاب الحالي نلحظ استماتة كبيرة ومساعي محمومة عبر مناورات كسب وقت مستقطع من عمر إرهاب يعاني سكراته، والمفارقة الهزلية هنا يقينهم الضمني أن إرهابهم الدموي تظهر ملامح زواله الآن أكثر من أي وقت مضى، مهما راهنوا وهماً على قلب معادلات المواجهة ومهما حاولوا ربط خيوط مؤامراتهم المقطوعة فلن يستطيعوا وصل ما تمكن منه المقص السوري.
قد يبدو للكثيرين أن المشهد في الشرق السوري معقدٌ وغامض لجهة تذبذب واشنطن وضبابية غاياتها، والتناقض الحاد بين المعلن من فقاعات اعلامية لمفاصل الادارة الاميركية بانسحاب حتمي لجنود احتلالها وبين وقاحة الاتجار بضرورة مكوث احتلالي أطول بمزاعم توفير سلام زائف للشعب السوري، اضافة لإطلاقها يد ميليشيا قسد للسيطرة على شرق الفرات.
ليس مفاجئاً ما تقوم به واشنطن وهي التي تحترف اللعب على حبال المراوغة، وغير مبهم ما تعتزم تنفيذه شرق الفرات، بل هو ضربٌ من مكرٍ متأصل فيها ولهاث محموم لاستيلاد ارهابيين جدد بلبوس كيان انفصالي يكون رأس حربتها التخريبية بلعبة شرورها القادمة .
قد تخلتط الأوراق في المشهد الاقليمي والغربي التآمري وتتلون الطروحات الخبيثة بشأن جلب سلام مزعوم للسوريين على مدرعات تركية وأميركية استعمارية، لكن تبقى انتصارات الدولة السورية في ميادين المعارك واستئصال بؤر الارهاب من التراب السوري، الاستراتيجية الأكثر فعالية لصون وحدة الاراضي السورية بمواجهة المخططات التركية والصهيو أميركية.
حدث وتعليق
التاريخ: الجمعة 12-10-2018
رقم العدد : 16809