أنت لاتتعمد فعلها, بل هي تنسل اليك, وتخترق كيانك, كفيروس صنعه مبرمج مخرب خصيصا ليخترق حاسوبك ويعطله..!
رغبة عميقة تتولد لديك بالخلاص, كلما لذت فرارا منها, تنخرط فيها أكثر, تعيش معها في جحيم مفروض استل منك انت بالذات, يحيل عقلك الى عبء وتتمنى لو أنك مجرد كمبيوتر, تدخل البرنامج الذي تريد, وتعطل كل مايعيقك.
انت احيانا لاتنتمي لافكارك, هي تجرك رغما عنك الى منطقة لاتريدها, صراع وحشي ينشأ بينك وبينها, قد تتغير في لحظة ويداهمك غيرها, ولكن مجرد عودتها ينبئ أنها قد تتمكن منك, وتتواطأ عليك فكرة اثر اخرى.
أن تتتالى الافكار, وتنسحب ليحل غيرها.. امر اعتيادي, بل قد يكون فيه انعاش وحيوية, لكن ان تقوم تحاول ربطك اليها, كقيد يخنق أنفاسك, بينما أنت تبحث عن فراغ تطارد عبره أفعالك المتلاحقة, حتى تقتنع بفعل ما, تتغير معه.
لايبدو الانتقال من مرحلة التفكير الى الحركة, امراً مضنيا, إلا حين نعاند تفكيرنا, حين نريد ان نقنع ذاتنا, أن لاانشقاق بين مانؤمن به, ومانفعله, قد تقتنع آنيا, وقد تحتال على البعض, وقد تخادع نفسك, وتبعد اي فكرة تعلق بك وتنذرك أن التخلي عن ذاكرتك الفكرية, لصالح أفعالك المدوية مهما كان الثمن أمر لايجدي دائما..!
هل هو صوت الضمير..!!؟
قد يبدو مجرد ذكره امرا مضنيا, يدعو للضحك والسخرية, ألا يبدو ان الحياة اصبحت تصاغ على شاكلة صور فوتوغرافية عالمية موحدة, لاداع ان اعتنقتها لأي تخبطات فكرية, أو صراعات أخلاقية, كل ماعليك فعله ان تقف خلفهم في الصورة..!
لاتفكر.. او تحاول التقدم الى الامام, فهو قد احتل منذ امد, يتمدد الصف الامامي وتتلون شخصيته بأرديتها الماسية, تاركة لنا بعض اكياس النايلون, ان لم تعجبنا فلننفخها ونثقبها كبوالين هواء, لاتلبث أن تطير.. ونجر الى الخلف, بينما مساحاتهم, صورتهم الموحدة, تتزايد وتتمدد, والكارثة حين نعتقد أن انسحابنا إليهم, تخلينا عن كل صراعاتنا التي أضنتنا يوما, هو حل أكيد..
انها حياة جديدة تصاغ للأقوى, وترمي بكل مخلفات الحروب, والبشر المنهكين, وصورهم وملامحهم المفقودة.. وهم أحياء الى الخلف, وحدها من صاغت تلك القوة بشراسة لم نعشها, لازالت تتقدم في صور, نفكر بإسقاطها فقط في أفكارنا..!
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
التاريخ: الأثنين 15-10-2018
رقم العدد : 16811