في إطار وجوده العسكري غير الشرعي في سورية، وضمن سياق متواصل من غاراته العدوانية والجرائم المروعة التي ترتكب بحق المدنيين الآمنين بذريعة مكافحة الإرهاب، أقدم التحالف الأميركي ليل السبت الماضي على قصف مدينة هجين بريف دير الزور بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً، مرتكباً جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائمه بحق السيادة والشعب في سورية.
لم يكتف التحالف الأميركي بمخالفة ميثاق الأمم المتحدة ونشر قوات ومعدات حربية له في شمال شرق سورية والتنف دون إذن من حكومتها الشرعية، وتحريض ودعم مجموعات متمردة ذات مشاريع وأطماع انفصالية تتناقض مع وحدة وسيادة دولة عضو مؤسس في الأمم المتحدة، وإنما واصل ألاعيبه المكشوفة وأكاذيبه المفضوحة بشأن محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي استطاع في العام 2014 التسلل من الأراضي العراقية ومن تركيا تحت رعايته وأنظاره ورقابة أقماره الاصطناعية، ومن ثم السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية مؤمناً للأميركي وحلفائه ذريعة جاهزة للتدخل والعدوان، ومازال يحتفظ بجيوب إرهابية في الشمال يحول الأميركيون وعملاؤهم دون تحريرها.
واشنطن التي دعمت الإرهاب في سورية إعلامياً وسياسياً وعسكرياً ومالياً على مدى سبع سنوات ونيف، وتذرعت كذباً وبهتاناً بالدفاع عن مصالح الشعب السوري وحماية حقوق الإنسان لتتدخل في شؤونه عبر عملاء ومرتزقة لها، هي نفسها التي تقف اليوم بعناد ضد أي جهد لتسوية الأزمة ومكافحة الإرهاب في سورية، وهي نفسها التي تدخلت بشكل مباشر إلى جانب الإرهابيين في مناسبات عديدة للحيلولة دون هزيمتهم سواء في جبل الثردة بدير الزور ام في التنف والرقة وريف حمص وغيرها.
من غير الطبيعي أن تظل واشنطن تختلق الأكاذيب وتفبرك الأدلة عبر وكلائها على الأرض لاتهام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية، بينما تسمح لنفسها باستخدام هذه الأسلحة متى شاءت لإبادة المدنيين، كما فعلت في الرقة المدمرة قبل عامين حيث مازالت جثث الضحايا تحت الركام حتى يومنا هذا لا تجد من ينتشلها بسبب الحظر الجوي المفروض.
إن الاستخدام المتكرر للأسلحة المحرمة دولياً من قبل واشنطن في سورية يستدعي تدخلاً عاجلاً من المنظمات الدولية التي لا نسمع لها صوتاً إلا حين تفبرك المسرحيات الكيماوية وتتهم الدولة السورية، ودون ذلك سيظل المجرم بريئاً والبريء متهماً.
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأثنين 15-10-2018
رقم العدد : 16811