ما تزال حصة المواطن السوري من الأسماك تشكّل واحدةً من الحصص الأقل في العالم، حيث تتراوح بين النصف كيلو والكيلو غرام الواحد في السنة ..!
ونحن على علمنا لا نكره السمك، كما أننا على البحر وبجواره، ولدينا العديد من الأنهار والينابيع، والكثير من السدود، وكلها قابلة لإنتاج الأسماك، فلماذا لا يأكل الواحد منّا سوى هذا الحجم القليل في العام ..؟!
ليست القصة ثقافة توصلنا إلى نصب الكراهية للسمك، ولكن المسألة تتعلّق على الأرجح بحالة شاذّة من الحالات التي تتصف بها الأسواق، ونقصد هنا حالة العرض والطلب، ففي حالة الأسماك هناك قلة بالعرض، لا يترافق مع زيادة الطلب، وإنما يترافق مع قلة في الطلب أيضاً، فقلة العرض ترفع الأسعار، وقلة الطلب تُخفّض الأسعار، ولكن هذا ليس في حالة السمك، فمع قلة العرض هنا، وقلة الطلب أيضاً، نرى بأن أسعار السمك ترتفع عالياً، فيعرض الناس عن شرائه.. فما الحل ..؟!
الحكومة في الحقيقة ليست بمنأى عن شذوذ هذه المعادلة، حيث وضعت خطة عمل من خلال الهيئة العامة لتطوير الثروة السمكية للمرحلة القادمة، حيث تبنت إدارة الهيئة استراتيجية عمل جديدة تعتمد في محاورها الأساسية على تشخيص الواقع الحالي لقطاع الثروة السمكية في سورية، والمشاكل والمعوقات التي تعترض تنميته، كنقطة انطلاق للعمل على إيجاد الحلول المناسبة والمساهمة في النهوض بهذا القطاع الهام والحيوي عبر الاستزراع السمكي الذي تم اعتباره كحل لزيادة الناتج السمكي المحلي من خلال التوسع في استزراع أسماك المياه العذبة والبحرية ودعم المزارع فنياً وبالإصبعيات المحسنة وتشجيع الاستثمار في هذا المجال الواعد، والعمل على تأمين مقومات نجاح الاستزراع السمكي البحري، وتأهيل الكوادر الفنية المتخصصة، بالإضافة إلى تقديم التسهيلات اللازمة وتشجيع إقامة مزارع أسماك المياه العذبة والبحرية، وإعادة تزويد السدود والمسطحات المائية العذبة بالإصبعيات المحسنة.
في الواقع جرى شيء من تنفيذ هذه الخطة، ونأمل بتنفيذها الكامل الوصول إلى أفضل النتائج، عسى الكيلو غرام للشخص يرتفع إلى أكثر من ذلك، ونقي أنفسنا من أمراضٍ تساعد الأسماك على تجاوزها.
علي محمود جديد
التاريخ: الأثنين 22-10-2018
رقم العدد : 16816