شـــاي أخضـــر..!

امتدت يدي بسرعة إلى بضع رزم أنيقة, بنكهات مختلفة, كلما تذكرت فوائد الشاي الأخضر, أسارع لأدور بين الرفوف, خوفا من نسياني لأي نوع, أحضرت (شاي أخضر بنكهة الغريل, بلا نكهة, بنكهة الياسمين والهيل والزنجبيل..).

بعد أن تأكدت من أنني لم أنس اي نوع, اطمأن بالي, وقفزت خارجة, أسارع الى منزلي, حتى قبل أن أخلع ملابسي اقتربت من «الغلاية» الكهربائية باعتبارها أسرع, وأوقدتها بعد ان أضفت كمية كبيرة من الماء, تكفي لي ولجاراتي اللواتي لايمر يوم إلا ويتغنين بفوائد الشاي, حتى أصبحت موقنة من سر بياض وجمال بشرة جارتي يكمن في الشاي الاخضر..‏
وان بريق عيني جارتي الأخرى.. سببه الشاي الأخضر.. وان جارتي الثالثة التي يغرد زوجها خارج السرب منذ أكثر من سبع سنوات.. لأنها لم تتذوق الشاي الاخضر..!‏
سارعت الى هاتفي.. لأتصل بهن..!‏
دقائق قليلة كانت كافية لنجتمع في حديقتي التي تشترك في العناية بها جاراتي الثلاث..!‏
اخترت اكوابا تليق بالمناسبة, مع بعض البيتفور الصحي, قليل السكر والدسم..!‏
عادة صخبي وضجيجي في أمثال هذه المناسبات لايهدأ.. ولكن ما أن تذوقت طعمه المر, ومذاقه الذي يشبه مذاق عشب أخضر لاطعم له, حتى فقدت حماستي وبدأت انظر في وجوه جاراتي اللواتي تابعن مبارياتهم الحماسية في التغني بمذاقه وفوائده..!‏
هي ليست المرة الاولى, تذوقته في مرات نادرة, وتذكرت انني على اثر شربه أصاب بوجع في معدتي, لكنه لم يكن شديدا كما حدث معي هذه المرة..!‏
كم سيمر وقت قبل أن أنسى أن مذاق الشاي الأخضر, لايعجبني, وأن فوائده لاتعنيني..!‏
حاولت أن أشرب ماتبقى من فنجاني بهدوء وبدون أن أبدي اي ملامح انزعاج احتراما لمشاعرهن وإراداتهن..!‏
ولأنني أدرك لو تفوهت بأي كلام عن الشاي الأخضر.. سيتكاتفن ضدي, خاصة بعد أن طبعت لهن رزمة أوراق تتحدث عن فوائده.. ليتني طبعت تلك الأوراق التي تتحدث عن فوائد الشكولاته..!‏
ماإن انصرفن من منزلي.. دون أن يفهمن سر هدوئي..!‏
حتى تعجبت من مدى قدرة الاخر على جعلنا ننصاع لرغبته.. سيمر مذاق الشاي الأخضر.. وسأنسى ما فعله بمعدتي.. وسأضطر كثيرا لمسايرات لن يكون فيها مكان لإرادتي.. ومع تتالي مذاقات لا نريدها.. ألا نفقد في كل منها جزءا من تفرد كياننا, وأمزجتنا الخاصة..!!‏
soadzz@yahoo.com ‏

 

 سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 29-10-2018
الرقم: 16822

 

آخر الأخبار
الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك العراق يعلن تعزيز الحدود مع سوريا وإقامة "جدار كونكريتي" أستراليا تبدأ أولى خطواتها في "تعليق" العقوبات على سوريا بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟