تناقضات صارخة..!

باستثناء المواقف الإيجابية المتوقعة التي عبّر عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجهة استمرار دعم الحكومة السورية في محاربة الإرهاب والمساعدة في التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة يسهّل عودة اللاجئين ويمهّد الطريق أمام إعادة إعمار ما دمرته الحرب، فإن قمة اسطنبول التي عقدت بمبادرة من النظام التركي لم تخرج عن السياق المتوقع لها، إذ كرّر كل طرف في المؤتمر الصحفي المشترك مواقفه المعروفة مقدماً حساباته وهواجسه الخاصة على كل ما عداها من مسائل أخرى.
الصياغة اللفظية المتقنة لبيان القمة والتي عادة ما تسبق اجتماع القادة، لا تعفيه من الإغفال المتعمد للدور الخبيث الذي تضطلع به بعض أطراف «الرباعية» في الحرب على سورية كتركيا وفرنسا وألمانيا إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا الغائبيتن الحاضرتين فيها، حيث تحتفظ كل منها بوجود عسكري غير شرعي في سورية يتناقض كلياً مع دعوة البيان للتمسك بسيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية واحترام ميثاق الأمم المتحدة في هذا الشأن، وقد خلا البيان من أي التزام بإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي الذي يبتكر الذرائع المختلفة لبقاء أطول.
ثم إن الدعوة لوقف دائم لإطلاق النار في محافظة إدلب مع مواصلة المعركة ضد الارهاب تحمل تناقضاً مريعاً لا يمكن تفسيره، فالنظام التركي يتلكأ بتنفيذ التزاماته حيال اتفاق سوتشي، لجهة إخلاء هذه المحافظة من التنظيمات الارهابية المتطرفة التي ترفض الخروج منها وتواصل نشاطها الإرهابي بنفس الوتيرة المعتادة بدعم من واشنطن، ما يطرح تساؤلات جدية حول البدائل المطروحة لحل هذه العقدة، في ظل تمسك الدولة السورية بحق سيادي يكفل لها تحرير كامل أراضيها من قبضة الإرهابيين.
لا شك أن استمرار المراوغة التركية والغربية في مسألة الوجود الإرهابي في إدلب بحجة وجود المدنيين، وتضخيم التداعيات المحتملة لأي عمل عسكري على حياتهم، وعدم التطرق لمستقبل الوجود الأجنبي الاحتلالي الذي يربط نفسه بالحل السياسي الذي هو بالأساس شأن سوري خاص، من شأنه أن ينسف «الاستقرار والسلام» وأن يطيل في عمر الأزمة ويؤجل الكثير من الاستحقاقات السورية الضرورية والملحة، وهذا بحد ذاته يفشل مسارات آستنة وسوتشي وجنيف ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

عبد الحليم سعود

التاريخ: الأثنين 29-10-2018
رقم العدد : 16822

آخر الأخبار
"سيريا بيلد" الدولي للبناء في 26 الجاري حريق حبنمرة بحمص يحوّل ١٠٠ هكتار إلى يبابٍ أسودَ 7 مليارات  ليرة.. ديون على فلاحي دير الزور.. معاناة في ظل عجز السداد بيانٌ أمميٌ في مجلس حقوق الإنسان يرحّب بجهود سوريا ويشدّد على العدالة الانتقالية السعودية وقطر توقعان اتفاق دعم جديد لسوريا بقيمة 89 مليون دولار سوريا على منبر العالم.. خطاب الرئيس الشرع يعيد دمشق إلى قلب المشهد الدولي "حفاظ النصر " تكرم 2200 حافظ وحافظة للقرآن الكريم في درعا الشرع أمام الدورة الـ 80 للجمعية العامة: سوريا تعيد بناء نفسها وتبني فصلاً جديداً عنوانه السلام والا... الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: انتصار الحق وولادة الدولة السورية الجديدة  كلمة الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. صياغة ملامح «العقد السوري الجديد»  مدير مؤسسة الوحدة للصحافة: الرئيس الشرع خطف الإعجاب قبل الخطاب بعد نحو ستين عاماً.. سوريا تعيد بناء دورها في الأمم المتحدة في خمس دقائق لخص الرئيس الشرع حكاية سوريا سوريا ترسم طريق النهوض والبناء مواطنون: الرئيس الشرع أوجز بتقنية الخطاب فن الرسائل بأبعادها من إدلب إلى نيويورك.. الرئيس  الشرع وصياغة نسخة جديدة من الإسلام السياسي الوطني إزالة السواتر تعيد حياة إدلب الاقتصادية والزراعية التحول نحو السوق الابيض.. تعزيز الشفافية والنزاهة بالاقتصاد "ميلوني" تلتقي الشرع وتعلن انخراطها في إعادة إعمار سوريا تفاهم استشاري بين "الأشغال العامة" وشركة دولية