بتوقيـت دمشـــق

ها هي عقارب الساعة تعود الى الوراء في إدلب، ليس بفعل التوقيت الشتوي.. بل بفعل خروقات المجموعات الإرهابية لاتفاق سوتشي، واستهدافها قرى ومناطق في الريف الغربي من حماة وبعض أحياء حلب، ليرخي فشل رجب أردوغان في ضبط مرتزقته هناك على المشهد برمته، منذراً بانهيار الاتفاق برمته.
ليست تلك الخروقات المؤشر الوحيد على فشل أردوغان بالتزامه للجانب الروسي حينما « دق على صدره « بأنه الضامن للمجموعات الإرهابية في ادلب.. بل ثمة مؤشرات أبلغ من تلك، وإن لم تكن بتلك الوضوح، مؤشرات تتمثل بنقل أولوية النظام التركي فيما يخص سورية، من إدلب الى شرق الفرات، لتنفذ مدفعية النظام التركي تعليمات اردوغان في قصف مواقع كردية في عين العرب، « أولوية» لا يمكن قراءتها الا هروب من ورطة ادلب الى ورطة جديدة شرق الفرات.
احتمالات عدة يمكن قراءتها في استدارة انقرة نحو شرق الفرات.. لتعود اللهجة «الاردوغانية» و» الفوبيا» الكردية تستعر من جديد في الأوساط التركية بعد أن خف سعيرها لفترة مضت.. قبل الاحتمالات من المؤكد بأن اردوغان لا يطلق تصريحاته جزافا، فالأيام أثبتت أن وراء كل « تكويعة» او موقف ثمناً مدفوعاً سلفاً، أو هو وسيلة للضغط على جهة ما لقبض ثمن ما.
في الاحتمالات.. من المؤكد أن اردوغان يجيد اللعب على حبال الازمات والمواقف، فلا يتخلى عن حبل الا بعد أن يعي بأن ذاك الحبل قد ارتخى، لينتقل الى حبل آخر مشدود أكثر.. ومن هنا فإن أردوغان أدرك بأن « حبل ادلب» الذي لعب عليه كثيرا «إنسانيا» ، قد ارتخى تحت قدميه، وبأن ما ادعاه من سيادة الكلمة على جميع المجموعات الإرهابية هناك قد ثبت كذبه، فعمل الى التخلي عن «حبل ادلب» والانتقال الى « حبل شرق الفرات» المشدود كثيراً، أي بالمختصر هي حركة هروب من ورطة، أجزم بأنها نحو ورطة أكبر.. نقلة يظن بأنه من خلالها يتمكن من الوصول قبل الجيش العربي السوري الى هناك، ويمكن استثمارها بالضغط على الجانب الأميركي – حيث يبدو أن ساعات العسل الماضية بينهما انتهت – فنقل الضوء الى بقعة جديدة يعني زواله عن بقعة سابقة.
هكذا تقول مفردات السياسة في المشهد الحالي للمنطقة عموماً وسورية خصوصاً.. إلا أن لمفردات الميدان ترتيبة أخرى، وكما ذكرنا ونذكر دائماً فمفردات الميدان تخط أجندات السياسة.. فيخطط أردوغان وغيره ممن تآمر على سورية، يلعب هنا وهناك، إلا أن لخطط الميدان للجيش العربي السوري قولاً آخر وأخيراً.. ويبدو أن ساعة الصفر اقتربت من إدلب.. ساعة ينظم فيها الجيش العربي السوري التوقيت على التوقيت الوطني، ويعيد لكل شخص رقم خانته على هويته الوطنية، بعد أن حاول البعض سلبه تلك الهوية، واستبدالها بهوية عثمانية جديدة.. ويصبح الجميع على توقيت واحد.. بتوقيت دمشق.

   Moon.eid70@gmail.com  

منذر عيد

التاريخ: الأثنين 29-10-2018
رقم العدد : 16822

آخر الأخبار
تحديات تحاصر واقع مدارس إدلب موقع سويسري يؤكد الأهمية الاقتصادية لزيارة الرئيس الشرع لواشنطن بداية مسار جديد في العلاقات السورية - الأميركية زيارة الشرع.. آمال بمقاربات أميركية جديدة لملفات الشرق الأوسط مشروع صرف صحي في القابون بعد سنوات من الإهمال الزيارة .. تكسر الجليد وتفتح أبواباً مغلقة 360 نقطة بيع في دمشق.. مبادرة غير ربحية لتمكين ذوي الحاجة من العمل عداد الموت لا يتوقف .. حوادث الدراجات النارية في درعا تفتح جروحاً جديدة قريباً افتتاح قسم القثطرة القلبية بـ "وطني" درعا بعد تأهيله الأغذية المكشوفة خطر يهدد صحة التلاميذ سوريا على أعتاب الثورة الرقمية زيارة الرئيس التاريخية .. نافذة لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين "قدرات".. هل يعيد الأمل لذوي الإعاقة وضحايا الحرب؟ الانفتاح على العالم يُشجع المستثمرين على البدء بمشاريع تنموية في سوريا زيارة الرئيس الشرع لأميركا .. علامة فارقة في مسار انفتاح سوريا لقاءات الشرع فتحت مسارات جديدة للتواصل مع مؤسسات دولية سلاحٌ خفيّ يهدد السوريين.. ومعطياتٌ تكشف تصاعده بلدة التح تبدأ عامها الدراسي بثلاث مدارس متهالكة ونقص حاد في التجهيزات السوق السوداء تحكم المشهد.. والمصارف مجرد مخازن أموال لبنان والعراق يوجهان من منبر الأمم المتحدة رسالة انفتاح إلى سوريا