الفوسفور الأبيض..
يفتح السعار الأميركي على التصعيد والإرهاب الباب مجدداً – الباب الذي لم يغلق أصلاً – على مزيد من الخيارات الكارثية التي قد تدفع بالمشهد إلى حافة الهاوية.
فالإصرار الأميركي على تقويض كل الاتفاقات والالتزامات الدولية بغية الحفاظ على حالة الفوضى والتوتر التي يمكن من خلالها النفاذ الى كل الفراغات والهوامش السياسية والميدانية التي أوجدتها ظروف وتداعيات الحرب، قد بلغ حداً من الجنون والهستيريا التي باتت تطبع وتحرك سلوك الإدارة الأميركية التي لا تزال تتشبث بخيارات دعم وحماية الإرهاب رغم النتائج الكارثية التي أرخاها هذا الدعم على الأرض.
على هذا النحو يبدو استخدام الولايات المتحدة عبر تحالفها المزعوم وغير الشرعي للأسلحة المحرمة دولياً ومنها الفوسفور الابيض ضد الشعب السوري تحت ذريعة محاربة إرهابيي داعش وتحديداً في بلدة هجين شرقي مدينة دير الزور للمرة الثالثة خلال شهر، امتداداً واستكمالاً لإرهابها وجرائمها ومشروعها التخريبي والتدميري للمنطقة برمتها، وخصوصاً إذا تزامن هذا الاستهداف مع ورود معلومات من سكان في ريف حلب حول تحضير الإرهابيين للقيام باستفزاز عبر استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين بغية اتهام الجيش العربي السوري وهذا بحسب ما قالته وزارة الدفاع الروسية بالأمس.
بكل الأحوال فإن السعار الأميركي ليس إلا انعكاساً لحالة التخبط والعجز والهزيمة التي تعيشها الولايات المتحدة في سورية بعد انهيار أدواتها وإرهابييها في الميدان السوري، وما زاد في الهستيريا الاميركية هو القناعة التامة لواشنطن باقتراب ساعة الفصل والحسم التي سوف ينتهي بعدها الإرهاب والتي سوف التي تشرع الباب واسعاً للنصر الكبير لدمشق وحلفائها.
فؤاد الوادي
التاريخ: الأربعاء 31-10-2018
رقم العدد : 16824