تتواصل وبصورة متزايدة جرائم الإبادة التي يرتكبها التحالف الأميركي بحق المدنيين السوريين في محافظة دير الزور، والذريعة التي فقدت كل مبرراتها الأخلاقية هي ملاحقة عناصر تنظيم داعش الإرهابي، في محاولة يائسة من إدارة التوحش الأميركي لإقناع المعتوهين والسذج في عالمنا بأن واشنطن تريد محاربة الارهاب، وأن وجود قواتها غير الشرعي وغير القانوني على الأراضي السورية هو لغاية «إنسانية نبيلة»، بينما يبرهن سجل واشنطن الأسود في ممارسة الإرهاب وقتل الشعوب وتدمير الدول على أنها آخر من يحق له الحديث عن محاربة الإرهاب وحماية المدنيين.
فمنذ أعلنت واشنطن عن تحالفها غير الشرعي لمكافحة الارهاب في سورية والعراق قبل أربع سنوات لم تتوقف عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين مستخدمة أسلحتها الفتاكة والمحرمة دولياً، ولعل مدينتي الموصل والرقة المدمرتين هما أكبر الشواهد الحية على الادعاءات الأميركية الكاذبة، في حين أن التنظيم الإرهابي الذي تذرعت واشنطن بمحاربته مازال يحتفظ بجيوب خطيرة في مناطق عمليات تحالفها المزعوم، بحيث ينطلق منها بصورة مستمرة لمواصلة إرهابه وجرائمه البشعة بحق الأهالي الأبرياء مقدماً للأميركيين وشركائهم المبررات التي يطلبونها لرفض وتأجيل الانسحاب من سورية.
المفارقة الصارخة والوقحة في هذا المجال هي أن واشنطن لا تكف عن استخدام المنابر الدولية وخاصة مجلس الأمن من أجل منع الحكومة السورية من تحرير ما تبقى من أراضيها في قبضة الارهاب، وقد أقامت الدنيا ولم تقعدها للحيلولة دون تنظيف محافظة إدلب من الجماعات الإرهابية المصنفة دولياً، مستخدمة أخبث أنواع الدعاية الرخيصة لإظهار حرصها الكاذب على حياة المدنيين في المحافظة المذكورة، والأكثر وقاحة أنها تتجاهل كل المعلومات الموثقة حول وجود مخططات عند هؤلاء الإرهابيين للقيام باستفزاز «كيماوي» يستخدم مبرراً للاعتداء على سورية مجدداً كما جرى في مناسبتين سابقتين.
التمادي الأميركي في ارتكاب الجرائم بحق السوريين يضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، ويدعوه للوقوف بحزم ضد العربدة الأميركية التي تجاوزت كل الحدود والتي من شأنها تسعير نيران الإرهاب مجدداً في مساحات أكبر حيث يستخدم داعش وكذلك النظام التركي نفس الذرائع الأميركية للقيام بنشاطات إرهابية.
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأثنين 5-11-2018
رقم العدد : 16828
السابق