لغة الأرقام

لم تَمَلّ الكثير من شركات ومؤسسات القطاع العام الإنتاجية حتى الآن، من التسابق لإعلان حجم الإنتاج، ومن ثم حجم المبيعات، مع التركيز الأكبر على المبيعات، وإغفال، أو تناسي النتيجة الأهم في هذه العملية، وهي: هل المعادلة التي نتحدّث عنها أدّت إلى تحقيق الأرباح..؟ أم أنّ الأمور يا ترى ذاهبة باتجاه الخسائر..؟
في الحقيقة إن ذكر حجم الإنتاج أمر مهمٌّ بالتأكيد، ولكنه ليس كافياً، فهو صحيح يدلّ على مدى استثمار الآلات والتجهيزات بمقارنة ما تمّ إنتاجه، مع الطاقة الإنتاجية لتلك الآلات، ولكن ما فائدة هذا الإنتاج إن لم يكن قادراً على إيجاد السوق الكفيل باستهلاكه..؟ وبالتالي ما نفعُ هذه المنتجات إنْ اقتصرت حركتها من صالات الإنتاج إلى المستودعات، لتستقرّ هناك على الرفوف، وتبدأ مرحلة كسادٍ مثيرة للقلق..؟!
من هنا تأتي أهمية المبيعات، فالمبيعات بالفعل مهمة، وهي التي تعطينا المؤشر بأن الإنتاج يُسوّق، وليس كاسداً في المخازن، والمهم في ذلك هو إطلاق الأرقام التي تتحدّث عن قيم هذه المبيعات، وصولاً إلى ما بعدها.
ولكن المشكلة -وكما أشرنا- بأننا هنا نتوقف على الأغلب، عند قيمة المبيعات، غير أنّ المهم في كل هذه العملية هي النتيجة، فهل خسرنا بعد المبيعات..؟ أم ربحنا..؟ هنا تكمن الجدوى من العملية الإنتاجية كلها، فأحياناً نسمع أرقام مبيعات تتخطّى المليارات، ولكن بالتدقيق نتفاجأ بأن هذه المليارات قد التهمتها تكاليف الإنتاج، أو خفّفت منها المنافسة في السوق، وقد تكون تكاليف الإنتاج صحيحة، ولكن ربما تُخفي بين طياتها حالات فسادٍ من صفقاتٍ مشبوهة أدّت إلى ارتفاع تلك التكاليف، ولن تكون المعالجة ممكنة إن لم نقف على هذه الحقيقة، وربما تكون المنافسة صحيحة أيضاً، ولكن عدم الإعلان عنها يُحجب عنّا معرفة السبل التي يمكن أن تساهم بتحسين نوعية وجودة الإنتاج التي تمنح المنتجات القدرة على المنافسة.
لنكن جريئين في الكشف عن الأرقام الحقيقيّة، فلغة الأرقام هي وحدها الحيادية الكفيلة بإضاءة الطريق نحو الأهداف المأمولة.
علي محمود جديد
التاريخ: الأثنين 12-11-2018
رقم العدد : 16834

آخر الأخبار
إغلاق بعض المخابز الخاصة  في طرطوس لمخالفاتها   الشيباني يتسلم نسختين من أوراق اعتماد سفيري موريتانيا والجزائر لدى سوريا الدبلوماسية السورية تنظف بيتها الداخلي      انطلاقة صندوق التنمية السوري.. محطة وطنية لرسم مستقبل جديد  الجيش يتصدى لمحاولة تسلل مجموعة من “قسد” إلى نقاط بـ"تل ماعز" ويوقع أفرادها بكمين محكم تعزيز التعاون الزراعي مع أبخازيا حين تُصبح الوطنية تهمة.. البلعوس مثالاً المعرض مساحة اختبار.. والزوار شركاء في صناعة النجاح الطلاق النفسي في البيوت السورية.. أزمة خفية بصوت عالٍ تجهيزات متطورة وكادر متخصص..افتتاح قسم الحروق في مستشفى الرازي بحلب الاختفاء القسري في سوريا.. جرحٌ مفتوح يهدد أي سلام مستقبلي لا دورة تكميلية هذا العام..وزارة التربية تحسم الجدل.. والطلاب بين القبول والاعتراض الصناعة السورية تتحدى الصعوبات.. والمعرض يفتح آفاقاً للتصدير ازدحام خانق إلى أبواب معرض دمشق الدولي.. التدفق الجماهيري يصطدم بعقدة التنظيم بمبادرة خيرية.. افتتاح مركز الفيض الصحي في جبلة أردوغان: نعزز تعاوننا مع سوريا بشتى المجالات تحيز (بي بي سي) تجاه غزة ينتهك واجبها الصحفي "سوريا تستقبل العالم".. إشارة رمزية للانفتاح والاستقرار من الانقطاع إلى الانطلاق.. صناعاتنا الغذائية في معرض دمشق الدولي من الأردن.. مشاركات تتميز بشمولها واختصاصات نوعية في "دمشق الدولي"