لا تسمع كل ما يقال، ولا تقل كل ما تسمع، وتحديداً الثرثرات المتداولة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي يتفنن أصحابها والعاملون بأمرهم في نسج وحياكة القصص وأفلام (الأكشن) عن عمليات التهريب (الهوليودية) التي تجري وفق توقيتهم القمري والشمسي في وضح النهار وتحت جنح الظلام، في محاولة منهم لزرع خثره في شريان نصيب الحدودي المتدفق شحناً وعبوراً وترانزيتاً بطرق مستوية لا ملتوية.
هذه الثرثرات ما هي إلا حلقة في سلسلة ثرثرات أخرى طالت أسعار صرف العملات وحركة النشاط التجاري التبادلي ومنسوب تدفق السلع والبضائع في الأسواق والكميات المتوفرة فيها، الأمر الذي فتح شهية فئة أصحاب النفوس الضعيفة جداً والمريضة من تجار السوق السوداء والمظلمة لابتلاع ما يمكنهم ابتلاعه من عرق جبين و كدِّ يمين أصحاب الدخل المحدود جداً جداً الذين كانوا وما زالوا يمنون النفس ألا يبقوا يعلنون مع غروب شمس كل يوم انسحابهم العاجل والفوري من السباق غير العادل واللا متكافئ والمحسوم النتائج (سلفاً) أمام الأسعار التي ما زال غولها ينهش وينهش في جيوبهم المهترئة أصلاً (خلال النصف الأول من كل شهر على أبعد تقدير)، وفي موائدهم التي كانت وانقلبت نتيجة الأفعال والممارسات المستمرة لهذه الشريحة الطفيلية من عامرة بكل ما لذ وطاب إلى فقيرة لا بكمياتها وأصنافها فقط وإنما بقيمتها الغذائية أيضاً.
حالة الفلتان التي يمارسها البعض تجاه السواد الأعظم من الشعب تدعونا جميعاً للوقوف صفاً واحد (اليد باليد والقلب على القلب) لسحب البساط من تحت أقدامهم هؤلاء، ودفعهم مجبرين مكرهين إلى بلع ألسنتهم ليس أمام طبيب الأسنان وإنما أمام كل حالة وطنية عامة، ووأد كل شكل من أشكال هذا النشاز الذي صم -وبنسب متفاوتة- آذان المواطن والتاجر والصناعي والفلاح وعكر بعض الشيء من صفو حركتنا التجارية الاقتصادية، وسبب حالة من تباين الأسعار.. كل ذلك نتيجة نعيق هؤلاء الببغائيين، الذين يجب أن يكلّوا ويملّوا في القريب العاجل.. طبعاً ليس بطريقة تبويس الشوارب.
عامر ياغي
التاريخ: الأثنين 12-11-2018
رقم العدد : 16834
السابق