امرأة معيلة ..

 دون سابق قصد أو تصميم أو تخطيط لعمل ما، وجدت نفسها مجبرة على امتهان مهن وأعمال عدة، وتأخذ دوراً جديداً نوعاً ما لم يكن مألوفاً سابقاً كما هو حاله أثناء الأزمة وهذه المرحلة، حيث وجدت نفسها معيلة للأسرة وتحتاج مورداً ودخلاً إضافياً فهناك أسر كثيرة فقدت معيلها من رجل أو أب أو أخ أو ابن.
هي المرأة التي أصبحت معيلة ومسؤولة عن أسرة في ظروف أزمة صعبة وواقع معيشي قاس أحدث الكثير من النتائج والآثار السلبية على الكثيرين، إذ وجدت نساء كثيرات أنفسهن معيلات لعائلات تحتاج مورداً ودخلاً إضافياً لمواصلة مسيرة حياة هذه الأسر بعد فقدها معيلها الأساسي، ووجدت نساء يقمن بأعمال شاقة كان يقوم بها الرجال من أجل تأمين الحياة المعيشية لأفراد أسرتهن رغم صعوبة وقساوة العديد من هذه الأعمال.
وعلى حساب حياتها واحتياجاتها أثبتت المرأة المعيلة قوتها وجدارتها وتحديها لجميع الظروف ومواجهتها لضغوطات وتحديات متزايدة تباعاً ليتابع أفراد عائلتها حياتهم ومعيشتهم ومتطلباتهم اليومية لاستمرار الحياة.
والواقع اليومي في جميع المناطق هو دليل وشاهد حي على عزيمة المرأة المعيلة وإصرارها على أنها قادرة على أن تقوم بأصعب الأدوار والمهام في المجتمع، فوجدناها تقوم وتجيد مهن عدة فهي العاملة والفلاحة وبائعة متجولة وسائقة ونحالة وعاملة في الأفران والمخابز وطموحة لتكون صاحبة مشروع متناهي الصغر وغير ذلك من المهن التي أصبحت شيئاً فشيئاً تدر دخلاً متواضعاً أو حتى مقبولاً لأسرتها.
وعلى أهمية الدور الجديد للمرأة المعيلة في ظل ظروف معيشية صعبة، إلا أن الاهتمام بها وتسليط الضوء على واقعها وبذل الجهود لتمكينها ومساعدتها مازالت قاصرة جداً خاصة المرأة المعيلة في الريف السوري والتي تعاني صعوبات ومشقة دائمة لتأمين أبسط أنواع الخدمات المعيشية لأسرتها.
فأين هو دور الجهات المعنية لاسيما وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والهيئات المعنية في الاهتمام بالمرأة المعيلة والأخذ بعين الاعتبار واقعها وعملها، حيث تستحق أن يؤخذ بيدها لتكون أكثر قوة في مواجهة ظروفها الصعبة ومساعدتها وتقديم كل ما يمكن من خدمات لتستطيع متابعة دورها في إعالة أسرتها وذلك عبر المراكز المجتمعية التي يجب أن تولي الاهتمام الأكبر لهذه الحالات وتخفف قدر الإمكان من أعباء متراكمة عليها والنهوض بها لواقع أفضل.

 مريم ابراهيم
التاريخ: الخميس 29-11-2018
الرقم: 16848

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي